الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزادك الله حرصاً على الخير ورغبة فيه، ثم اعلمي وفقك الله أن المرأة تعرفُ الطهر بإحدى علامتين إما الجفوف وهو أن تدخل القطنة في الموضع فتخرج نقية، وأما القصة البيضاء وهي سائل أبيض يخرج عقب الحيض تعرف النساء به حصول الطهر، ودلائل ذلك مشهورة، وهي مبينة في الفتوى رقم: 50783.
فمتى رأيت إحدى هاتين العلامتين فقد طهرت، فإذا رأيت صفرة أو كدرة في زمن العادة فهي حيض تتركين الصلاة والصيام لهما، فإذا انقطعتا فاغتسلي وصلي، أما إذا رأيتهما بعد الطهر وبعد انقضاء العادة فليس ذلك بحيض لحديث أم عطية رضي الله عنها: كنا لا نعدُ الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً. رواه أبو داود وأصله في البخاري.
فإذا رأيت الجفوف ولو زمناً يسيراً فقد طهرت فاغتسلي وصلي، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: إذا رأت الطهر ساعة اغتسلت وصلت. ويرى بعض العلماء أن حصول الجفوف زمناً يسيراً لا يُعدُ طهراً حتى تراه زمناً يغلبُ على ظنها معه أن الحيض قد انقطع كاليوم ونحوه، وما قدمناه أولى لثبوت الأثر فيه عن ابن عباس، والذي يظهر أن قول عائشة للنساء اللاتي كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف (القطن) فيه الصفرة (لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء) الظاهرُ أنها كانت صفرة متصلة بدم الحيض ولم يتخلل ذلك جفوف، إذ لو كان لذكر في الحديث... وقد استحب بعض العلماء للمرأة المعتادة للقصة انتظارها لآخر وقت الصلاة المختار لأنها أبلغ في الطهر.
والله أعلم.