الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأحاديث المسؤول عنها صحيحة، والشفاعة لمن مات على التوحيد ثابتة إذا حصلت شروطها الثلاثة وهي (رضاء الله عن الشافع، ورضاه عن المشفوع له، وإذن الله للشافع أن يشفع) قال الله تعالى: وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى {النجم:26}، وقال: يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا {طه:109}.
وأما الكفار فهم مخلدون في النار، إلا أنه قد يخفف العذاب عن بعضهم كما في شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. ويدل لدخول جميع الموحدين ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي. رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.. وبهذا يعلم أن الكفار مخلدون في النار كما يدل له قوله تعالى: وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ {الحجر:48}، وأما من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فإنه يخرج من النار إن دخلها كما يدل له عموم الأحاديث المذكورة في السؤال.. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على المزيد في الموضوع وعلى بقية حديث أنس المذكور في السؤال: 10268، 22872، 34463، 57726، 64621.
والله أعلم.