الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أخطأت حين دخلت على المواقع التي تنشر الرذيلة وتدعو إلى الانحراف، فهذه المواقع أبواب للشياطين، تدعو إلى النار.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله، وأن الستور المرخاة حدود الله، والداعي على رأس الصراط هو القرآن، والداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
وقد جرك هذا الأمر إلى الوقوع في العادة السرية، وهي عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، ثم جرك ذلك إلى الاقتراب من فاحشة اللواط، وهو من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش، ومن انتكاس الفطرة، وفاعله يستحق العذاب والخزي في الدنيا والآخرة، وقد عصمك الله من الوقوع فيه، وأراد بك الخير، وهذه نعمة من الله فلا تكفرها بإصرارك على المعصية، واحذر أن يغرك الشيطان، ويستدرجك، ليفسد عليك دينك، ويعرضك لسخط الله.
وعليك أن تحافظ على ما في قلبك من خير، فإن ندمك وحزنك على الوقوع في المعصية من علامات الإيمان، فاحذر أن يسلب ذلك منك باجترائك على معصية الله وعدم مبالاتك بنظره إليك، فبادر بالتوبة الصادقة، بالإقلاع عن الذنب فوراً، والندم على ما وقعت فيه، والعزم الصادق على عدم العود له، وذلك بترك اتباع خطوات الشيطان، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، ومما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه ، والتفكر في نعمه، وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة، وتجنب صحبة العصاة والغافلين ، والحرص على صحبة الصالحين، وكثرة الذكر والدعاء، وشغل الفراغ بالأعمال النافعة.
وعليك أن تبادر إلى الزواج إن استطعت، وإلا فإن عليك بالصوم، فإنه نعم الدواء، ولا تمل من دعاء الله وسؤاله الهداية، فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.