الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحكم به بعد تقوى الله سبحانه وتعالى هو رفع الأمر ثانية إلى الوزارة المختصة وإخبارها بمخالفة الإمام وأنه لا يقوم بواجبه، ونرجو أنه إذا ثبت عندها ذلك بإخبار الجمع من المصلين، نرجو أن تستبدله بإمام آخر، وإن لم يفعلوا فابحثوا عن شخص متقن للقراءة يؤمكم عند تخلف الإمام، وأخبروا الجهات الأمنية التي حذرتكم من الإمامة بدون ترخيص أن الإمام لا يأتي إلى المسجد ولا يمكن أن تبقوا بدون أن يؤمكم أحد، وعليكم بالحكمة والرفق، فإن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، كما صح بذلك الحديث، كما أننا ننصح الإمام المشار إليه بتقوى الله تعالى والخوف من عقابه، وأنه يجب عليه القيام بما أوكل إليه من إمامة المصلين، وإن كان عاجزا عن ذلك لكثرة أشغاله فليفسح المجال لغيره فيخبر وزارة الشؤون الدينية بذلك حتى يرتبوا إماما آخر، فإن الإمامة شأنها عظيم وليست للكسب المادي، وليكن رحمة لأهل المنطقة لا نقمة، وليحذر أن تكون تصرفاته سببا للفتنة وإغلاق المسجد فيكون له نصيب من قول الله تعالى، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {البقرة:114}.
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين ويولي عليهم خيارهم وينزع شرارهم، وعليكم بالإكثار من الاستغفار فإن الله تعالى قال: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشُّورى:30} وانظر الفتوى رقم: 48530.
والله أعلم.