الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قوله تعالى: ما لك لا تأمنا أصله لا تأمننا بنونين على وزن تعلمنا، وقد قرئ كذلك على الأصل، وهي قراءة شاذة لأنها على خلاف خط المصحف لأنه رسم بنون واحدة، فاختلفت عبارة المصنفين عن قراءة القراء المشهورين لها، وحاصل ما ذكروه ثلاثة أوجه: إدغام إحدى النونين في الأخرى إدغاما محضا بغير إشمام وهذه قراءة أبي جعفر، وإدغام محض مع الإشمام، وإخفاء لا إدغام، وهذان الوجهان الأخيران رويا عن الجمهور.
قال الداني في التيسير في القراءات السبع: وكلهم قرأ: ما لك لا تأمننا بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم، قال وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك، وهذا قول عامة أئمتنا وهو الصواب لتأكيد دلالته وصحته في القياس.
وقال الجزري في التحبير في القراءات العشر: وكلهم غير أبي جعفر قرأ: ما لك لا تأمنا بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم، وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون بالعضو إليها فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك، وهذا قول عامة ائمتنا وهو الصواب لتأكد دلالته وصحته في القياس، وأبو جعفر بالإدغام المحض من غير روم ولا إشمام.
وقال في الطيبة :
مكن غير ألمك تأمنا اشمم *ورم لكلهم وبالمحض ثرم
هذا وننصحك بمشافهة الحفاظ المجازين لإتقان كيفية نطقها
والله أعلم.