الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمخايلُ الوضع بادية على هذا الحديث، ولم نجده فيما بين أيدينا من المراجع الحديثية، فالظاهر أنه مما وُضع في الأعصار المتأخرة، فقبح الله واضعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.
فلا يجوز لأحد رواية هذا الحديث إلا مع بيان كذبه وبطلانه، وهذا الحديث مع كونه لا إسناد له يُعرف به فألفاظه ركيكة وعباراته غثة، وفيه من الكلمات المحدثة المولدة فضلاً عن اللحن اللغوي في مثل قوله (مدحية) وصوابه (مدحوة)، ما يقطع معه من شم رائحة العلم وأشرقت على أرض قلبه شمس كلام النبوة أن هذا لا يمتُّ إلى كلامه صلى الله عليه وسلم بسبب، بل واضعه جاهل كل الجهل بكلام العرب، ثم قوله (عدد ما خلقته من أن تكون) كلام أعجمي لا يُفهم له معنى أصلا، وقوله (عدد كل قطرات...) ظاهرُ السماجة والغثاثة، في نظائر كثيرة لا تُحصى إلا بكلفة، وبالجملة فهذا الكلام باطل ظاهر البطلان لا يخفى هذا على من له انتماء لعلوم هذه الشريعة، فعلى المسلمين أن يحذروا من مثل هذا الكذب وأن يُحذروا الناس منه، وفي الصحيح والحسن غنية وكفاية والحمد لله.
والله أعلم.