الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على ولي المرأة أن يتقي الله فيمن يزوجها به، وأن يراعي خصال الزوج، فلا يزوجها ممن ساء خلقه، أو ضعف دينه، أو قصر عن القيام بحقها، ومن قصر في اختيار الزوج لابنته فإن الله سائله؛ لما ثبت في الحديث: إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيع. ولا شك أن تزويج المرأة ممن ساء دينه ضياع لهذه المرأة، كما هو الحال في رسالتك المليئة بالأسى والحزن، أسأل الله أن يفرج همها وأن يكشف كربها.
ونقول لهذه الأخت: اصبري واحتسبي، فسيجعل الله لك مخرجاًً، فإن هذه الدنيا مليئة بالأحزان والآلام، ولكن المؤمن يثق دائماًً بالله وأن العاقبة للمتقين، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {البقرة: 216}
وفيما يلي إليها بعض هذه النصائح لعل الله أن يجعل فيها فرجاًً:
(1) عليها بكثرة الدعاء، في صلواتها وخاصة في جوف الليل. قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}
(2) عليها أن تكلم أمها وتقترب منها معنوياًً وتقنعها بظلم هذا الزوج وإساءته لها وبراءتها مما اتهمها به حتى تقوم هي بدورها في إعلام الأب بذلك.
(3) فإن لم تفلح هذه المحاولة، فلتحاول مع أعمامها إذا كان بينهم وبين أبيها ود حتى يمتنع عن هذه الإساءة.
(4) لتحاول بوساطة الأخوات الصالحات أن يبحثن لها عن زوج صالح تقر به عينها.
ونسأل الله أن يفرج همها وأن يزيل كربها.
والله أعلم.