الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر لك حرصك على أكل الحلال، وحذرك من الحرام، ونسأل الله تعالى أن يهدي أمك إلى الصواب.
وإن كانت أمك على ما ذكرت من بيع الخمور وأنها لا تصلي إلا ثلاث صلوات فإنها قد وقعت في أمرين هما من كبائر الذنوب، وقد أحسنت بنصحك إياها، ونوصيك بالاستمرار في نصحها، والحرص على الرفق واللين في ذلك، واستخدام وسائل مختلفة يرجى أن تؤثر عليها كالشريط الإسلامي ونحوه، ومجرد غضبك منها بسبب هذه التصرفات لا حرج عليك فيه، ولكن احذري من أن يترتب عليه شيء من الإساءة إليها ولو بالعبوس في وجهها فإن ذلك من العقوق.
وأما الانتفاع بشيء من كسبها الخبيث فلا يجوز إلا للحاجة، وإن اختلط هذا الكسب بكسب آخر حلال فيكره الانتفاع منه لمن له غني عنه ولا يحرم، وتورعك بتقليل الأكل من مالها أمر طيب، ولكن لا يلزمك أن تصومي لأجل ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 53518.
وفي الختام نرشدك إلى أمر مهم وهو أنك إن كنت في سن الزواج فننصحك بالبحث عن زوج صالح يعينك في أمر دينك، ويخلصك من هذه البيئة علما بأنه لا حرج على المرأة في عرض نفسها على الصالحين للزواج منها، كما بينا بالفتوى رقم: 18430، كما أنه يمكنك الاستعانة في ذلك ببعض أخواتك الصالحات.
والله أعلم.