الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على الحرص على فعل الخير والاهتمام به، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وبخصوص ثواب إفطار الصائم فإنه يحصل بإفطار الصائم الفقير والغني لشمول الحديث لهما معا. فقد قال صلى الله عليه وسلم :
من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا. رواه الترمذي وغيره وصححه الشيخ الألباني.
وكلمة صائما الواردة في الحديث نكرة في سياق الشرط فتكون من صيغ العموم شاملة للفقير والغني إلا أن الأفضل فى صدقة التطوع تقديم الفقير الأشد حاجة ولو كان من غير القرابة، وعليه فالأفضل أن تقدم تفطير المحتاجين إذا كانوا من غير قرابتك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 95376.
وبالنسبة لما يمكن أن تقوم به لمغفرة الذنوب السابقة لوالدك فإن أهل العلم اختلفوا في نقل ثواب الطاعة إلى الأحياء، فعند الحنفية والحنابلة إذا أهدى الشخص ثواب طاعة لحي مثله وصله خلافا للشافعية وأكثر المالكية وراجع في ذلك الفتوى رقم: 27664.
وأكثر الدعاء له بحسن الخاتمة وتحري الأوقات التى هي مظنة لاستجابة الدعاء كثلث الليل الأخير وأثناء السجود وبعد الصلوات المكتوبات ونحو ذلك.
واعلم أن الصلاة لا تسقط عن والدك مادام عقله معه ،فإن قدرعلى الصلاة مستلقيا ويشير بطرف عينه أو أصبعه وجب عليه ذلك، فإن لم يستطع أجرى أعمال الصلاة على قلبه كما قاله أكثر أهل العلم، كما يجب عليه الصيام إن كان قادرا عليه، ولتقم بإفهامه تلك الأمور حسب استطاعتك، وأما إن كان فاقد الوعي بالكلية فإن التكاليف تسقط عنه كلها.
والله أعلم.