الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم منصور في الدنيا والآخرة بشهادة الكتاب العزيز، ولا يلزم من نصر المؤمن أن يعطى شيئا من حطام هذه الدنيا، بل قد يكون حرمانه من ذلك من توفيق الله له لما يعلم الله تعالى أن في إعطائها إياه مضرة له، قال أبو حازم: نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فيما أعطاني منها، لإني رأيته أعطاها قوما فهلكوا. ولا يلزم من إعطاء الكافر أو المنافق أو الفاجر شيئا من حطام الدنيا أن يكون فيه شيء من التوفيق له، بل قد يكون الأمر عكس ذلك. وراجع الفتويين: 77082، 56202.
ثم إن من أعظم النصر والتأييد أن يوفق المسلم على الثبات على مبادئ دينه فلا يتنازل عنها لأجل متاع زائل، وما يحدث من المسلم من إخلاص وإتقان لعمله سيجد عاقبته الحسنى بإذن الله تعالى، سواء في الدنيا أم في الآخرة، ثم أن الأمر أهون من أن يحمل المسلم لأجله هماً فيهلك به نفسه ويحزنها فنوصيك أن تهون على نفسك، وأن تبذل من الأسباب المشروعة ما تحصل به حقك، وكن متيقا أنه ما قدره الله لك سيصلك، وما لم يكن الله قد قدره لك فلن تبلغه، وإن سلكت إليه كل سبيل. وانظر الفتوى رقم: 95625 .
واعلم أنه لا يلزم لتحصيل المسلم حقه أن ينافق ونحو ذلك، فهنالك المداراة بأن يستعمل المرء اللين في القول والأسلوب الحسن من غير أن يقع في شيء من الكذب ونحو ذلك، فهذا سبيل مشروع. ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص راجع الفتوى رقم: 33125.
والله أعلم.