الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي لك أن تتسرعي بطلب الطلاق؛ بل طلب المرأة الطلاق لغير مسوغ حرام، ولا نرى أن ما فعله الرجل هنا يسوغ لك طلب الطلاق، فأحسني الظن بزوجك ولا تتهميه بما ليس لك عليه بينة، وحاولي إصلاحه بالحسنى، وفي هذا الأسلوب من التعامل بين الزوجين صلاح الأسرة واستقامتها.
أما عن جواب السؤال.. فإذا قال الرجل لزوجته: أنت طالق، فقد وقعت بذلك طلقة رجعية يملك الزوج فيها رجعة الزوجة طالما أنها في العدة، والمطلقة الرجعية لا تخرج من بيت الزوجية حتى تنتهي العدة لقوله تعالى: ...لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ {الطلاق: 1}، وتظهر المطلقة أمام مطلقها بزينتها ويتردد عليها طالما أنها في العدة. فإذا انتهت العدة قبل أن يراجعها بانت منه ولا تحل له حتى يعقد عليها عقداًً جديداًً، وقبل العقد هي كغيرها من الأجنبيات.
فإذا كنت ما زلت في العدة فجلوسك في المنزل معه هو الصحيح، وإن كانت العدة قد انتهت قبل أن يراجعك فجلوسك معه وخلوتك به غير جائزة شرعاًً، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة عند العلماء راجعي الفتوى رقم: 17506.
وأما القول بأن تمكين الرجل المرأة الأجنبية لتقوم بتدليكه ليس مخالفاًً لشرع الله، فهو قول باطل، وقد قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ. {النور30،31}.
وقال الني صلى الله عليه وسلم: واليدان تزنيان وزناهما اللمس، فاتق الله أيها الرجل، فإن معصية الله توجب سخطه عليك، وقد تحرم بسببها كل خير، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. فينبغي أن تسعى لرضا الله لا لسخطه، ولمحبته لا لغضبه.
والله أعلم.