الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمسألة التحذير من النظر إلى المردان ومخالطتهم وردت في كثير من أقاويل السلف ونقلها أهل العلم في كتبهم، وبعضهم جعل فتنتهم أشد من فتنة النساء، ولذلك سموهم الأنتان ليس لاستقذار ذوات المردان وإنما لاستقذار النظر إليهم شرعا كما يستقذر النظر إلى كل ما لا يجوز النظر إليه.
قال ابن حجر الهيتمي في تحرير المقال ما معناه: إن المراد بالاستقذار النظر إليهم وليس المقصود أنهم لذواتهم مستقذرين.
وأما ما سألت عنه.. فإن حالق اللحية إن كان النظر إليه يؤدي إلى الافتتان به فيكون كالأمرد والمرأة في حرمة النظر إليهم، وكذلك لو لم يكن حليقا وكان في النظر إليه فتنة فلا يجوز النظر إليه سدا لذريعة الافتتان به، وهذا لا يعني حرمة النظر إلى كل من كان جميلا أو فيه مسحة من الجمال، وإنما المحرم هو التلذذ بالنظر وما يخشى منه الوقوع في الافتتان بالمنظور إليه، وهذا يختلف بحسب الناظرين، فالوالد مثلا لا يخشى عليه الافتتان بولده الأمرد الوسيم في الغالب ولا بابنته وهكذا، والشهوة واللذة هما ما يجده المرء في نفسه من نشوة وميل جنسي ونحو ذلك، وما ذكرته من سرور الشيخ برؤيتك لا حرج فيه ما لم تصحبه لذة وشهوة إلى الحرام، وضابط الشهوة المحرمة هنا هي شهوة فعل الحرام مع المنظور إليه والاستمتاع بالنظر إليه كالاستمتاع بالنظر إلى الأجنبية وما لا يجوز.
قال ابن تيمية رحمه الله في النظر المحرم: ومتى كانت معه شهوة كان حراما بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظرا بشهوة الوطء...
ويبعد ذلك غالبا في حق أهل العلم والورع، والميل الفطري إلى ذوي الوسامة والحسن والطفل البريء ونحوه لا حرج فيه، بل الممنوع هو ما كان يؤدي إلى الافتتان والتلذذ بما حرم الله عز وجل التلذذ به، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18605، 26446، 99114.
والله أعلم.