الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسؤالك أيتها الأخت عبارة عن استشارة متضمنة لبعض الأسئلة الشرعية، فنجيب على ما ورد فيها من أسئلة تتعلق بالفتوى، ونرشدك لقسم الاستشارات فيما يتعلق بالجانب النفسي والمرضي، ومن خلال عرضك لحالتك في السؤال نتوقع توقعاً كبيراً أنك مصابة بالمس، فينبغي الإكثار من الرقية الشرعية والاستعانة بمن يحسنها من الثقات المأمونين، وأما عن الأسئلة فنبدأ بما بدأت به من قولك كنت أمارس العادة السرية وما زلت إلى الآن فنقول: العادة السرية، قد سبق حكمها في الفتوى رقم: 7170.
وسبق أن القول الراجح في من استمنى وهو صائم أنه يفسد صومه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18199.
وأما بقاؤك بدون غسل من الجنابة لأيام في رمضان فهذا ذنب كبير لأنه يعني ترك الصلاة وهذا ذنب عظيم أو أداؤها بغير طهارة وهذا أعظم، لكن الصوم صحيح إذا لم تتعاطي ما يبطله، ولا يلزمك قضاء تلك الأيام التي صمتها من غير صلاة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 39435.
وبلع الأظافر مفطر ومبطل للصوم عند جمهور أهل العلم، فيجب عليك قضاء تلك الأيام التي وصل فيها إلى جوفك شيء من أظافرك أو غيرها،
وأما تركك للصلاة بدعوى التعب فهذا ليس عذراً، فالصلاة واجبة على كل حال، والتعب والمرض ليساً عذراً لتركها، بل تؤدى على الحال التي يقدر عليها المسلم إن لم يستطع القيام صلى جالساً، فإن لم يستطع الجلوس صلى على جنب، والصلاة مقدمة على خدمة الوالدين عند تعذر الجمع بينهما.
وأما ما ذكرته من وسواس قهري تعانين منه، فقد سبق في الفتوى رقم: 3086 بيان ماهية الوسواس القهري وعلاجه فراجعيها..
وأما ما ذكرت من وسواس في شأن الذات الإلهية فعليك أن تعرضي عنها وتقطعي الاسترسال فيها وتستعيذي بالله تعالى ولا تؤاخذين بذلك، أما ما صدر منك من تعد أو سب الذات الإلهية فإن كان صدر منك باختيار منك فذلك كفر والعياذ بالله تعالى، ولكن التوبة مقبولة والله يتوب على من تاب فلا تيأسي من رحمة الله تعالى، وبادري بالتوبة وقد ذكرت أنك فعلت ذلك فاستمري.
ونوجهك أخيراً إلى ما يلي: عليك بالمحافظة على الصلاة فهي عون لك على التخلص من هذا المرض، وعليك بالتوبة مما سلف من تقصير وتهاون فيها، والمبادرة بقضاء الصوم في الأيام التي أفطرتها مع التوبة من تعمد الفطر فيها قبل دخول رمضان القابل, فإن أخرت قضاءها دون عذر حتي دخل رمضان وجبت عليك الكفارة مع القضاء, وقد سبق تفصيل شيء من ذلك في الفتوى رقم53020 فراجعيها,
وتابعي علاجك عند الطبيب النفسي ولا تلتفي إلى الوساوس حول الإيمان وتمسكي بإيمانك، وارقي نفسك بالرقية الشرعية، واعلمي أن باب التوبة مفتوح، ولن يحول بينك وبين التوبة أحد، فكلما أذنبت ادخلي على الله من هذا الباب وتوبي إليه وستجدينه سبحانه غفوراً رحيماً.
والله أعلم.