الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن يراعى في الاختيار لكل من الزوجين، الدين والخلق . وقد استحب العلماء أن تكون الزوجة صالحة، بكراًً، ودوداًً، ولوداً، ولكن هذا لا يعني ترك نكاح الثيب ، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وهي ثيب وكانت تكبره سناًً ، وتزوج جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ثيباًً لتقوم على شئون أخواته البنات ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أصبت.
فيجوز إذن أن يتزوج الرجل امرأة تكبره ولو كانت ثيباًً، لا سيما إذا كانت صالحة في أدبها وخلقها ودينها، فإن كانت كذلك فاستعن بالله وأقدم على زواجها، وإن كانت غير ذلك فاختر غيرها ممن تتحقق بالآداب والأخلاق، وما ذكرته عنها من الفاحشة يبعد عنها عن هذا الوصف، فما لم تتب فإننا لا ننصحك بالزواج بها.
وعليكما أن تتوبا إلى الله مما وقع بينكما من الوقوع في الحرام، وذلك بالندم على فعلكما، وعدم الرجوع إلى مثله، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * ِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً. {الفرقان70،69،68}
كما عليك أن تقطع علاقتك بهذه المرأة حتى تتزوجها.
والله أعلم.