الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نجيبك على ما وقفنا عليه من الكلام حول ما سألت فنقول وبالله التوفيق :
- قوله: ( وصف العرش بالعظمة لأنه أعظم المخلوقات ) هذا حق وقد قال القرطبي في تفسير آخر آية في سورة التوبة .. خصّ العرش لأنه أعظم المخلوقات .
- أثر بن عباس ( ... لما خلق الله حملة العرش قال احملوا عرشي .... ) لم نجد له أثرا لا في كتب السنة ودواوينها ولا في الكتب المصنفة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة , وسمات الوضع عليه ظاهرة فلا تنشر هذا الأثر في المنتدى .
- أثر ( أربعة منهم يقولون .....) هذا رواه البيهقي في شعب الإيمان من قول هارون بن رئاب قال: حملة العرش يتجاوبون بصوت حسن رخيم يقول الأربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، ويقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك .....انتهى، وذكره ابن كثير في تفسيره وابن القيم في كتاب الروح, وهارون هذا تابعي عابد ثقة إمام، والأثر موقوف عليه ولم يرد مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمنا.
ومن الطرائف أن لهارون هذا أخوين اثنين, يمان, وعلي , قال الذهبي: فهارون من أئمة السنة ويمان من أئمة الخوارج وعلي من أئمة الروافض وكانوا متعادين....انتهى , فسبحان الله يهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا.
- حديث: أذن لي أن أتحدث ... حديث صحيح رواه أبو داوود في سننه في كتاب السنة باب في الجهمية , ورواه الطبراني في الأوسط وغيرهما .
- الكلام المنسوب للبيهقي ( اتفقت الأقاويل ... ) لم نجده في كتاب الأسماء والصفات باللفظ المذكور, ولكن قال بلفظ قريب منه بدون نقل الاتفاق (.. وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير، وأنه جسم مجسم ، خلقه الله تعالى وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه والطواف به، كما خلق في الأرض بيتا وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة ... انتهى)، وهو كلام حق دلت عليه الأدلة الشرعية وقد ذكر البيهقي شيئا منها , وانظر الفتوى رقم: 60784 .
- وأما كون العرش مقببا وحديث ( فاسألوه الفردوس ... ) وكلام شيخ الإسلام فكل هذا صحيح وانظر الفتوى المشار إليها آنفا والفتوى رقم: 66332 .
- الكلام المنسوب لابن كثير أن ما بين العرش إلى الأرض ... إلخ صحيح , فقد قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى:... قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ... قال : ... ولهذا قال بعض السلف: إن مسافة ما بين قطري العرش من جانب إلى جانب مسيرة خمسين ألف سنة، وارتفاعه عن الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة .
- اهتزاز العرش لموت سعد هذا ثابت صحيح كما في الفتوى رقم: 24104, ولم يرد نفي الاهتزاز في غير هذه الحادثة ولا إثباته – فيما نعلم - فلا ينبغي الجزم بأنه اهتز مرة واحدة .
- القول بأن آية الكرسي أعظم آية في القرآن هذا صحيح وانظر الدليل في الفتوى: 29702.
- أثر ابن عباس ( ... لو أن السماوات ... بسطن ... إلخ ) هذا رواه ابن أبي حاتم في تفسيره قال: حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ابنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض قالوا: لو أن السماوات السبع ... إلخ , وبشر ابن عمارة قال عنه النسائي ضعيف وقال عنه أبو حاتم ليس بالقوي وقال البخاري تعرف وتنكر, وقال الحافظ في التقريب ضعيف من السابعة.
- القول بأن الكرسي موضع القدم هذا صحيح وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 96343، وانظر أيضا الفتوى رقم: 39292.
- حديث: كرسيه موضع قدمه ، و العرش لا يقدر قدره .. هذا سنده ضعيف فلا يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر التفصيل في السلسلة الضعيفة للألباني رحمه الله تعالى , الحديث رقم 906 .
- أثر علي ( نور الشمس .... إلخ ) لم نجد له أثرا كذلك حتى في الكتب المصنفة في بيان الأحاديث الموضوعة والضعيفة , فلعله من كذب الرافضة فإنهم مشهورون بالكذب ووضع الأحاديث .
- أثر الجلوس على الكرسي – وليس العرش كما ذكر السائل – وأنه لا يبقى إلا مقدار أربع أصابع لا يصح، وقد ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واسناده مضطرب جدا وعبدالله بن خليفه ليس من الصحابة فيكون الحديث الأول مرسلا وابن الحكم وعثمان لا يعرفان وتارة يرويه ابن خليفة عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتارة يوقفه على عمر وتارة يوقف على ابن خليفة وتارة يأتي فما يفضل منه الا قدر أربعه أصابع وتارة يأتي فما يفضل منه مقدار أربعة أصابع وكل هذا تخليط من الرواة فلا يعول عليه .. انتهى.
وأخيرا ننصح أخانا السائل بتقوى الله تعالى وأن يحرص على نشر الخير في منتداه وأن يحذر من ترويج الأحاديث الموضوعة والضعيفة أو البدع فيكون مشاركا في المنكر أعاذنا الله وإياه من ذلك.
والله أعلم.