الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
إذا كان الأمر كما قلت فلا شيء عليك إن شاء الله تعالى لأنك أمرت بمعروف وزجرت عن منكر، وقد غيرت المنكر السابق باليد وغيرت هذا باللسان، مع عدم القول الفاحش أو البذاء، أما كيف عليك التصرف أمام من ظلمك ويكبرك سناً فلك أن تنتصف منه بقدر مظلمته والأولى أن تعفو، فقد قال الله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشورى:41-42}، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فهذه الآيات أشارت إلى ثلاث مراتب:
الأولى: الانتصار من الظالم وقد بين الله تعالى أنه لا سبيل على من فعل ذلك...
ويكون الانتصار من الظلم بحكمة وأقل السبل ضرراً وأحكمها بدون تعدٍ أو بغي..
الثانية: آمرة بمقابلة السيئة بالحسنة وهي أعلى من التي قبلها.
والثالثة: آمرة بالصبر والعفو والمغفرة وهي أعلى مرتبة
والله أعلم.