الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإسماعيل عليه الصلاة والسلام قيل كان عمره سنتين عند ما تركه إبراهيم عليه الصلام والسلام مع أمه هاجر فى مكة، ففي عمدة القارى للعيني: وعطش ابنها أي إسماعيل بكسر الطاء في الموضعين قيل كان عمره في ذلك الوقت سنتين وقيل كان لبنها انقطع. انتهى.
ولم نقف على تحديد سن إسماعيل عند أول رؤية إبراهيم له بعد ذلك، فقيل جاء بعد أن تزوج إسماعيل وقيل عاد إليه قبل ذلك وقيل إن إبراهيم كان يزوره هو وهاجر كل شهر.
ففي فتح الباري لابن حجر: وقد قال في هذا الحديث إن إبراهيم ترك إسماعيل رضيعا وعاد إليه وهو متزوج فلو كان هو المأمور بذبحه لذكر في الحديث أنه عاد إليه في خلال ذلك بين زمان الرضاع والتزويج، وتعقب بأنه ليس في الحديث نفي هذا المجيء، فيحتمل أن يكون جاء وأمر بالذبح ولم يذكر في الحديث، قلت وقد جاء ذكر مجيئه بين الزمانين في خبر آخر، ففي حديث أبي جهم كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام، وروى الفاكهي من حديث علي بإسناد حسن نحوه وأن إبراهيم كان يزور إسماعيل وأمه على البراق فعلى هذا فقوله فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل أي بعد مجيئه قبل ذلك مرارا.
والله أعلم .