الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الانتحار محرم متوعد عليه بالنار فتجب عليك التوبة مما سبق، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29} ....
وعالج حالك بإصلاح العلاقة مع الله والإكثار من دعائه، واحرص على رضى والدك والبعد عن إغضابه مع الحفاظ على الأذكار المأثورة صباحا ومساء ليحفظك الله من شر كل ذي شر.
واعلم أن طاعة الأبوين في المباح واجبة شرعا، وقد ذكر أهل العلم من ذلك وجوب طاعتهما في ترك الزواج من امرأة معينة، ولا سيما أن النساء كثير، وحاول إصلاح علاقتك مع الناس وكسب ودهم بكثرة الإحسان إليهم فإن دفع الإساءة بالحسنى تنال بها محبتهم كما تنال بها معية الله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( فصلت34 ).
وأما الفشل الذي تستشعره فعالجه بالعزم والجد والصبر والاستعانة بالله تعالى في أوقات الإجابة فأكثر الدعاء في السجود وبعد الانتهاء من الفريضة وفي وقت السحر وآخر النهار يوم الجمعة قبيل الغروب، واحرص على مواصلة الدراسة فالعلم هو أمثل السبل للرفعة ونيل المكانة بين الناس.
وإذا أمكنك السفر للتعلم أو التكسب حتى تغير هذه البيئة التي تعيش فيها لبعض الوقت وتنقطع الأحاديث التي تدور حولك فلعل ذلك أفضل.
والله أعلم.