حرمة الانتحار وضرورة السعي في رضا الله ورضا الوالد

8-6-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أرجو منكم المساعدة في مشكلتي لأنها أكبر من أن أرى حلا لها ، وبسبب هذه المشكلة حاولت أن أنتحر ثلاث مرات وفي كل مرة أفشل .
حكايتي مع الظلم: أنا شاب أبلغ من العمر 22سنة ، وسبب محاولة انتحاري أني فاشل في كل شيء حتى في معاملتي مع الناس كلها تقريبا لا تحبني ولا تحب التعامل معي، أبى يعاملني بقسوة شديدة يضربني على أتفه الأسباب ويضربني أمام الجميع ويحسسنى دائما أن لا قيمة لي، أما أمي فهي سيدة صاحبة مرض تعانى من جلطة في المخ حياتي مدمرة حتى دراستي التي لا أحبها وحتى عملي مع والدي الذي لا أحبه ، ولكن لابد أن أعمل من أجل والدي وخوفي منه مع أني لا افعل شيئا سوى تقضية طلباته وطلبات العمال مع أنى أعتبر صاحب المكان عمل لا قيمة له وكنت أحب فتاة ظللت أحبها ثلاث سنين وعندما أحببت أن آخذ خطوة ايجابية وأخطبها لم يحصل نصيبب حتى البنت ظهر أنها غير جيدة، وسمعت كلام أهلها وبعد ما اتفقنا أبي قال لي أنت لن تتزوج هذه البنت ورفض أن يعطيني أي أسباب، المهم تعبت ونفسيتى تعبت مما رأيته وحاولت أنتحر وشربت سما ولكن ربنا لم يقدر أني أموت وفات شهران وحالتي تتدهور وتسوء يوما عن يوم وفي إحدى المرات ضربني أبي ضربا شديدا وصعبت علي نفسى مع أن السبب كان تافها ورأيت أن حياتي بلا معنى وحاولت أن أنتحر مرة ثانية، ولكن هذه المرة كانت نقطة تحول في حياتي لأن الناس أصبحوا يفسرون عملية انتحارى المتكرر على هواهم مجموعة أصبحت تقول إني جاءتني حالة نفسية لذلك أقتل نفسي، وأناس يقولون إني أصبت بجنون ولكن أكثر شيء أوجعنى وآلمني أنهم أصبحوا يقولون علي أني لست رجلا وأني والعياذ بالله لوطي، منهم لله وربنا يرينى فيهم يوما إن شاء الله كل واحد يظلمني ربنا قادر أنه يأخذ لي حقي منه لأن ربنا عارف أني أشد رجولة من كل واحد منهم، الموضوع هذا يتناوله الناس مماجعلني أفكر في الانتحار للمرة الرابعة، وهذه المرة سيكون الأمر أكيدا لأني لم أعد أتحمل مثل هذه الشائعات، وحتى الناس من حولي لم يعودوا يطيقونني.
أرجوكم ماذا أعمل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الانتحار محرم متوعد عليه بالنار فتجب عليك التوبة مما سبق، فقد قال الله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29} ....

وعالج حالك بإصلاح العلاقة مع الله والإكثار من دعائه، واحرص على رضى والدك والبعد عن إغضابه مع الحفاظ على الأذكار المأثورة صباحا ومساء ليحفظك الله من شر كل ذي شر.

واعلم أن طاعة الأبوين في المباح واجبة شرعا، وقد ذكر أهل العلم من ذلك وجوب طاعتهما في ترك الزواج من امرأة معينة، ولا سيما أن النساء كثير، وحاول إصلاح علاقتك مع الناس وكسب ودهم بكثرة الإحسان إليهم فإن دفع الإساءة بالحسنى تنال بها محبتهم كما تنال بها معية الله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( فصلت34 ).

وأما الفشل الذي تستشعره فعالجه بالعزم والجد والصبر والاستعانة بالله تعالى في أوقات الإجابة فأكثر الدعاء في السجود وبعد الانتهاء من الفريضة وفي وقت السحر وآخر النهار يوم الجمعة قبيل الغروب، واحرص على مواصلة الدراسة فالعلم هو أمثل السبل للرفعة ونيل المكانة بين الناس.

وإذا أمكنك السفر للتعلم أو التكسب حتى تغير هذه البيئة التي تعيش فيها لبعض الوقت وتنقطع الأحاديث التي تدور حولك فلعل ذلك أفضل.

والله أعلم.

 

www.islamweb.net