الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإجابة على سؤالك تقتضي التنبيه على عدة أمور:
أولاً: ننصحك بالإعراض عن الوساوس والاسترسال فيها والبعد عن التنطع الذي ذكرت، فاكتف بإسباغ الوضوء دون مغالاة، كما ينبغي عدم المبالغة في غسل الثياب أكثر مما يلزم، وعلاج مثل هذه الوساوس قد تقدم في الفتوى رقم: 10355.
ثانياً: جاهد نفسك في سبيل إبعاد الخواطر التي تحرمك لذة العبادة فإنها من كيد الشيطان ووساوسه ليوقعك في الحرج ويدخل الحزن إلى قلبك، كما ينبغي عدم الالتفات إلى المخاوف والشكوك المتعلقة بالوقوع بالكفر عند سماع ما يتعلق به ولا يشرع الغسل بسبب ورود هذه الخواطر.
ثالثاً: إن كان الضحك عند سماع كلام مشتمل على مخالفة شرعية قد حصل غلبة من غير قصد فلا إثم فيه وإن كان الضحك عمداً فلا يجوز، وفي كلتا الحالتين يجب إنكار هذا المنكر بحسب الاستطاعة ونصح الشخص المذكور وبيان خطورة ما أقدم عليه مع مغادرة المكان أو المجلس الذي وقع فيه هذا المنكر.
رابعاً: إذا لمست الهاتف وبيدك رطوبة مذي أو كان الهاتف به رطوبة ويدك جافة بعد إصابتها بمذي ففي كلتا الحالتين يتنجس الموضع الذي لامسته يدك من الهاتف.. وإذا كان هاتفك جافاً فلا يتنجس بوضعه بمكان متنجس جاف أيضاً، وإن كان الهاتف به بلل أو كان الموضع المتنجس به بلل فيتنجس من الهاتف بقدر مساحة ذلك البلل، وإذا كانت يدك متنجسة فلا يجوز أن تلمس بها المصحف ولو كانت جافة لما في ذلك من تدنيسه لكنه لا يتنجس بذلك إذا كانت اليد جافة مع جفاف المصحف أيضاً، وفي هذه الحالة لا يلزم مسح ولا غسل المصاحف التي لمستها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 78964.
وضابط كون الشيء قد علقت به نجاسة هو ملامسة رطوبة النجاسة أو كون المحل مبتلا ولامس نجاسة جافة أو رطبة كما تقدم.
والله أعلم.