خلاصة الفتوى:
معجزة عيسى عليه السلام هي مداواة البرص بالدعاء دون علاج، ولا يمنع ذلك أن يستجيب الله لغير عيسى أو أن يعالج البرص بالدواء؛ لأنه ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، ولأن الله تعهد باستجابة الدعاء لمن دعاه إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس علاج البرص خاصاً بعيسى عليه السلام فقد ثبت في حديث مسلم أن الغلام صاحب الأخدود كان يبرئ الأكمه والأبرص، وقد شوهد في الواقع معالجة الأطباء له في بعض الأحيان، وأما معجزة عيسى عليه السلام فهي في مداواته له بالدعاء دون علاج ولا عقاقير فبهذا بهر الأطباء، قال الرازي في تفسيره: وأما عيسى عليه السلام فهو وجيه في الدنيا بسبب أنه يستجاب دعاؤه ويحيى الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بسبب دعائه. انتهى.
وهذا لا يمنع أن يجيب الله دعاء غير عيسى عليه السلام في بعض الأحيان كما حصل لصاحب الأخدود، وبناء عليه فإنه لا حرج في البحث عن علاج البرص لدخوله في عموم الأمراض التي شرع الله التداوي منها، كما يدل له حديث الصحيحين: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي حديث المسند: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير دواء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: الهرم. وعليك بإكثار الدعاء.. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14081، 31887، 49953، 65491، 73010.
والله أعلم.