العاقل يفرح بتوفيقه الله له للتوبة والإقلاع عن المعصية

22-4-2008 | إسلام ويب

السؤال:
دون إطالة و مقدمات: أنا شاب سوري مقيم في دبي منذ عدة سنوات, تعرفت على فتاة من روسيا بالصدفة في دبي (كانت في دبي بقصد السياحة و الاستجمام) تطورت العلاقة بيننا لدرجة أنها أحبتني فتركت بلدها وأهلها وأتت إلى دبي لتكون دائما بجانبي واستطاعت بحكم خبرتها وذكائها أن تحصل على عمل بنفس الشركة التي كانت تعمل بها في روسيا ولكن في دبي (شركة دولية) فكان مرتبها ما يزيد عن ضعفي مرتبي, فاستأجرنا منزلا وسكنا مع بعض كأي زوجين طبيعيين (ولكن في الواقع دون عقد قران و دون أن يعلم أي أحد ) المهم أنها بدأت تحبني أكثر و أكثر يوما بعد يوم , أما من ناحيتي فكانت عبارة عن فتاة جميلة مثيرة ذكية بالإضافة إلى أنها ميسورة الحال تساعدني ماديا, أما هي فكانت تعتقد أنني أبادلها نفس الشعور والمحبة التي تكنها لي . المهم أننا بقينا مع بعض في نفس المنزل لمدة سنة كاملة وكانت إنسانة أكثر من رائعة(جميلة, ذكية, مثيرة, انيقة, مهذبة, مثقفة) و الأهم من كل ذلك أنها كانت مخلصة لي بشكل لا يتصوره العقل كما أنها كانت مستعدة تماما لأن تضحي بأي شيء في سبيل إسعادي و إرضائي, و لكن و كما أشرت في السابق من ناحيتي كنت أستغلها فقط (ليس ماديا فقط وإنما جنسيا وحتى روحيا حيث إنني كنت أشعر بالراحة النفسية معها ) المشكلة بدأت عندما بدأ ضميري يستيقظ !!! حيث إنني بدأت أفكر أن ما أفعله حرام وخطأ, فأخذت قراري بأن أخبرها بحقيقة أننا يجب أن ننفصل بحجة أن أهلي لن يوافقوا على زواجنا (و هذا صحيح حيث إن أهلي كانوا ضد فكرة زواجي بأجنبية) , المهم أنني أخبرتها بذلك و أخذت قراري بالانفصال عنها تماما ,فكانت كوقع الصاعقة عليها لدرجة أنها انهارت نفسيا و قالت لي بأنها كانت تعتقد أنني احبها , المهم أننا انفصلنا تماما دون أي تراجع (حتى أنها أخبرتني أنه لو حاولت أن أعود لها فهي لن ترضى لأنني لا أحبها بصدق ) و هنا مشكلتي الفظيعة و التي من أجلها أكتب لكم و أستشيركم : منذ أن ابتعدت عنها و انفصلنا نهائيا بدأت أشتاق اليها شوقا ما بعده شوق و بدأت أندم لانني تركتها لدرجة انها لا تغيب عن عقلي و لو للحظة واحدة , أراها في كل مكان في منامي و في يقظتي , في بيتي و في عملي , حتى و أنا اصلي (استغفر الله العظيم ) لا تغيب عن عقلي, و اأثر ما يعذبني عندما أتخيل أنها مع رجل آخر . و الله إنني أحاول أن أتقي ربي بكل ما أستطيع , حتى أنني و الحمد لله تركت الزنى و أقلعت عن شرب الخمر و أنا الآن مواظب على الصلوات الخمس، كما أنني أصوم ما تيسر لي من النوافل و لكنني و مع كل ذلك مكتئب ومهموم ومغموم وحزين لحد لا يتصوره عقل. أرجوكم يا سادة ماذا علي أن أفعل .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فكان الأولى والأجدر بك أن يكون همك وندمك على تفريطك في جنب الله وعلى ما اقترفته من موبقات ومهلكات مع تلك المرأة الأجنبية عنك، وقد أمهلك سبحانه فضلا منه وكرما فينبغي أن تفرح وتسعد للطفه بك وعدم أخذه بك على غرة وأنت على تلك الحال التي كنت عليها.

وحنينك إلى تلك المرأة ينافي صدق التوبة والندم على المعصية والعزيمة على عدم العودة إليها، فاتق الله تعالى وتب إليه توبة صادقة، واعرض عن ذكرها صفحا، وابحث عن ذات خلق ودين تعفك عن الحرام وتعينك على طاعة ربك، وبادر إلى الزواج حتى ينسيك ذلك الزمن الذي كنت فيه غافلا.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9360، 16259، 296، 5091.

والله أعلم.

www.islamweb.net