خلاصة الفتوى:
إظهار النعم على سبيل شكرها مستحب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان المقصود هو السؤال عن حكم إظهار النعم والتحدث بها ، فالجواب أن التحدث بنعم الله هو من تمام شكر النعم، وقد أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:11}، قال أهل التفسير معناها: انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والحكم عام له ولغيره... قال ابن العربي: إذا أصبت خيراً أو علمت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعاً: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر... والأمر الوارد في الآية الكريمة هو للاستحباب وليس للوجوب بدليل أن النعم لا يستطاع إحصاؤها، كما ورد في الآية الكريمة: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ. فلو وجب على المرء التحدث بالنعم لكان مكلفاً بما لا يستطيعه، والتكليف لا يكون بما لا يستطاع.
وعليه؛ فإظهار ما منّ الله به على العبد من النعم على سبيل الشكر مستحب.
والله أعلم.