الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ.. فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم... فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. انتهى.
وأما عن حماتك وحماك وأصهارك فأنت لست في معيشة واحدة معهم كما تصفين؛ بل أنت في شقة وهم في شقة ولذلك فالأمر سهل بحمد الله، وعليك أن تعامليهم بالحسنى وبما يرضي الله ويسعد زوجك، واستوصي بحماتك خيرا واعتبريها كأمك وتحملي ما قد يصدر منها من هفوات وزلات، ولا تتكلمي عنها بما يسوؤها إذا علمته كأن تصفيها بالإهمال دون داع فذلك من الغيبة المحرمة .
ووقري حماك وأطيعيه في المعروف، واحذري من الاختلاط بإخوة زوجك الذكور ومن الخلوة مع أحد منهم، ولا تشاركي أهل زوجك في منكر .
واعلمي أن خدمتك إياهم ليست واجبة شرعا فإن فعلت ذلك احتسابا للأجر والثواب ولرضا زوجك فخير؛ فقومي بما تستطيعين القيام به من خدمتهم - إن طلبوا - في غير ذلة أو استذلال .
وحاولي بقدر الإمكان تقليل النزول إليهم إلا لمصلحة ، لتتفادي ما قد ينشأ من مفاسد الاختلاط بهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زر غبا تزدد حبا . رواه الطبراني وقال الألباني : صحيح لغيره .
وأما ما ذكرتيه من إحساس بغموض تجاه خطيبك فننصحك بصلاة الاستخارة قبل أن يتم العقد وعليك بالتأكد من دينه وخلقه وحرصه على الصلاة وعدم التعجل في الحكم عليه وألا تؤثر عليك العواطف وحدها .
والله أعلم.