خلاصة الفتوى: لم ترد هذه القصيدة بسند صحيح إلى أبي حنيفة، ومحتواها ينافي اعتقاد أبي حنيفة في النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي فهي مكذوبة عليه.
فهذه القصيدة قد وردت في بعض الكتب التي لا تتوخى الصحة في النقل ككتاب المستطرف للأبشيهي، وهو كتاب مليء بالأساطير والخرافات التي لا يصدق مثلها عاقل.
ولا تخفى خيوط الأسطورة في القصة التي ابتدأ بها التقديم للقصيدة.
وعلى أية حال، فإن ما ورد في القصيدة هو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن فيها والعياذ بالله ما قد يجعل عقيدة معتقده في خطر شديد. هذا وفي البخاري عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله. قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء.
وأبو حنيفة -رحمه الله- هو أحد الأئمة الأربعة الذين انتشرت مذاهبهم وكثر أتباعهم، وشهد لهم عامة المسلمين بأنهم على هدى من ربهم.
ولا يتصور في حقه أنه يمدح النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عنه. وبالتالي فهذه القصيدة مكذوبة عليه، وراجع الفتوى رقم:70409، والفتوى رقم: 14616.
والله أعلم.