خلاصة الفتوى:
واصل طلب العلم ولا تتحرج من إعانة الإخوة الطيبين لك؛ لأن ذلك حق لك عليهم، وإن أمكن الجمع بين التعلم والكسب فهو أولى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك بمواصلة تعلم العلم والصبر على تحصيله، ولا تتضايق من الراتب الذي يعطي لك فخذه بعزة نفس فإن إعانة طالب العلم على مواصلة الطلب من أهم المصارف التي ينفق عليها، وعلى أفراد الأمة أن ينفقوا فيها لأن المشتغل بدراسة العلم الشرعي قائم عنهم بفرض من أهم الفروض الكفائية... وقد ذكر ابن عابدين في تنقيح الفتاوى الحامدية: أنه تلزم على المسلمين كفاية طالب العلم إذا خرج للطلب حتى لو امتنعوا عن كفايته يجبرون كما يجبرون في دين الزكاة إذا امتنعوا عن أدائها.. انتهى.
ويعزى للقصرى المالكي أنه أفتى باستحقاق طلاب العلم على المسلمين كل سنة مبلغاً مالياً قدره بمائة دينار، وقد ذكر ابن عابدين في رد المحتار أن من مصارف بيت المال كفاية العلماء وطلاب العلم المتفرغين للعلم الشرعي. هذا وننبه إلى أنه إن مكنك أن تبرمج برنامجاً تجمع فيه بين التعلم والكسب وتستغني عن الناس فهو أفضل وأقرب لمنهج الأنبياء والصحابة وفي حديث البخاري: ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58722، 94063، 68169، 67249.
والله أعلم.