الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نرى جواز الاعتمار عن الجنين لا قبل نفخ الروح ولا بعده، وذلك لأمرين:
الأول: أنه أمر محدث لم يرد به دليل شرعي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. وفي لفظ: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. والاعتمار عن الجنين ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عمله، وكذا لم نجد أحدا من أهل العلم قال بجوازه.
الثاني: أن الجنين قبل نفخ الروح فيه هو في حكم العدم، ولذا لا تشرع الصلاة عليه لو سقط، ولا تغسيله، فكذا لا يعتمر عنه، وبعد نفخ الروح فيه هو في حكم الأحياء، ومن شروط الاعتمار عن الحي أن يكون ذلك بإذنه كما ذكرناه في الفتوى رقم:66328، ولا يمكن أخذ الإذن من الجنين فلا يصح الاعتمار عنه في كل الأحوال.
واعلم أخي السائل أن التوسع في مثل هذه الأمور قد يؤدي إلى نشأة كثير من البدع التي تلصق بالدين، فهذا يريد أن يعتمر عن الجنين، وربما يأتي آخر يريد أن يحج عنه، وثالث يريد أن يصوم عنه..
والله أعلم.