خلاصة الفتوى:
لا داعي للخوف من الحسد والعين. فمن داوم على الأذكار المأثورة لا يخاف شيئاً، وإخفاء صدقة التطوع أفضل من إعلانها، وفي كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين... الحديث. ولذلك فينبغي مراعاة خاطر الوالدين، ولكن لا يعني ذلك أن يخاف المسلم أو تلاحقه الوساوس من الحسد والعين حتى تشل حركته ويترك أعمال الخير أو يزهد فيها، فهذا من وساوس الشيطان.
فمن كان مداوماً على أذكار الصباح والمساء ينبغي له أن يتحرر من قيود الخوف والأوهام، فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في أول يومه أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة. صححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود وغيره وحسنه الألباني.
ولو تصدقت بالمال خفية فلا شك أن ذلك أفضل وأبعد عن الرياء والعين والحسد... وإن كان إطعام الطعام مرغب فيه شرعاً، ولكن صدقة السر لها منزلة عظيمة، قال الله تعالى: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {البقرة:271}، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 62253.
والله أعلم.