الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج في إرسال رسائل عن طريق الهاتف المحمول أو البريد الإلكتروني أو غيرهما من وسائل الاتصال تحث على الصلاة أو الذكر ونحو ذلك لأن هذا من الأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى، وتخصيص إرسال هذه الرسائل بوقت غفلة الناس وانتشار المعاصي لا حرج فيه أيضا وليس هذا من البدع، بل هذا مشروع إذ إن التحذير من المعاصي يتأكد وقت انتشارها ومقارفة الناس لها، ولا شك أن الأمر بالصلاة والحث على ذكر الله تعالى يتأكد وقت غفلة الناس عنها وانشـغالهم بهذه الدنيا الفانية وانتشار الفساد، وقد قال الله تعالى: فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ {هود 116}
قال ابن كثير رحمه الله : يقول تعالى فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض ، وقوله : إلا قليلاً أي قد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم يكونوا كثيراً وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غضبه وفجأة نقمته. انتهى.
ولكن ينبغي أن تخلو الرسائل المرسلة من المخالفات الشرعية، فقد يكتب بعض الناس رسالة تذكير بنية صالحة ولا يحسن استخدام العبارات المناسبة للموضوع فيكتب عبارة تـأباها الشريعة نظرا لقلة علمه وهو يظن أنه يحسن صنعا. وانظر مثال ذلك في الفتوى رقم 45395.
والله أعلم.