الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة في المسجد المشار إليه وخلف الإمام المذكور جائزة، وكون الإمام فظا غليظا في تعامله مع الناس لا يبطل الصلاة خلفه، ولا يبيح التخلف عن صلاة الجماعة لأجل سوء معاملته، وكذا كونه صاحب بدعة لا يبطل الصلاة خلفه، فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة صحة الصلاة خلف كل إمام بر أو فاجر.
إلا أن تكون بدعته مكفرة تخرج صاحبها من الملة والعياذ بالله، فلا تصح الصلاة خلفه حينئذ، وقد صلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خلف الحجاج بن يوسف الثقفي مع ما فيه من ظلم للعباد. وانظر الفتوى رقم:93796.
وعلى هذا المشار إليه أن يتقي الله تعالى ويلين الجانب مع الناس فإن هذا من حسن الخلق، وقد قال سبحانه تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً. {البقرة83}
وليشتغل بإصلاح نفسه عن الطعن في الماضين كمروان بن الحكم وغيره، فهذا خير له، وقد قال الله تعالى : تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.{البقرة134}
ومروان له سيئات وحسنات، والله غفور رحيم، يقبل الحسنات ويثيب عليها، ويعفو عن السيئات ويتجاوز عنها، وقد قال الإمام أحمد عن مروان: مروان بن الحكم كان عنده قضاء، وكان يتبع قضاء ابن عمر.
وكثير من قصص التاريخ لا تثبت من ناحية السند، وقد أحسن القحطاني في قصيدته حيث قال:
لا تكتبن من التوارخ كلما جمع الرواة وخط كل بنان
وانظر الفتوى رقم:42637.
والله أعلم.