الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يتعين عليه أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يتفاءل لنفسه الخير دائماً، ويفرح ويستبشر بما أعطاه الله من النعم، مع الجد والاهتمام والحرص على ما ينفعه، والسعي في الأسباب المشروعة المعينة على نجاحه في أموره مع الاستعانة بالله والاستعاذة به من الشر.
ففي حديث الصحيحين: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي... وفي رواية لأحمد: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله.
وفي حديث مسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.
ولا بأس بالنظر في عواقب الأمور، ووضع احتمال الإخفاق في أمر ما، والنظر في العلاج لما يمكن حصوله، فيحذر من أسباب الفشل ويحاول إصلاح ما فسد.
واعلم أنه تعالى رغب عباده في الفرح بما أعطاهم وتفضل به عليهم من فضله ورحمته، فقال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {يونس:58}، ورغبهم في تذكر النعم وشكرها، فقال تعالى: فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الأعراف:69}، وقال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ {إبراهيم:7}، ورغب كذلك في الاستبشار بالخير والتبشير والتهنئة، فقد بشر الله عباده عدة بشائر في القرآن، فقال تعالى في شأن إبراهيم: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {الصافات:101}، وقال في شأن امرأته: فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ {هود:71}، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم عدة أشخاص بالجنة.
والله أعلم.