الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على المسلم في السفر إلى أي بلد يأمن فيه على نفسه وماله وأهله، ويستطيع إقامة شعائر دينه، لكن ينبغي أن يحرص على البقاء في الأماكن الخيرة، ويبتعد عن البلدان التي تكثر فيها المعاصي خشية أن يصيب أهلها عذاب فيكون معهم، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ {هود:102}، وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم، قالت: قلت: يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم.
قال الحافظ في الفتح: إنها استشكلت وقوع العذاب على من لا إرادة له في القتال الذي هو سبب العقوبة، فوقع الجواب بأن العذاب يقع عاماً لحضور آجالهم، ويبعثون بعد ذلك على نياتهم.
وبناء على ما ذكر، فإنا لا نقول بتحريم السفر إلى تلك الدولة التي قال السائل إنه يسمح فيها بالخمور والملاهي الليلية، إذا كان لا يخشى الفتنة في دينه، ولكننا ننصحه بالبقاء حيث كان، فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء، ومن رتع حول الحمى أوشك أن يواقعه، والمؤمن يفر من أماكن الفتن ويستعيذ بالله منها.
والله أعلم.