الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن علاقة الرجل بالنساء الأجنبيات أمر محرم ولا يقره الشرع، وهو ذريعة إلى الزنا الذي هو من الفواحش وأكبر المعاصي، ومرتكبه على خطر عظيم ما لم يتداركه الله عز وجل بالتوفيق إلى التوبة قبل الممات، فنسأل الله أن يتوب على والدكم، ويلهمه رشده ويقيه شر نفسه، ولا تيأسوا من هدايته وتوبة الله عليه، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، فالجؤوا إليه سبحانه وسلوه صلاح والدكم، واتخذوا الأسباب الموصلة إلى ذلك، فقد جعل الله لكل شيء سببًا، فاحرصوا على دعوته بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة، واسعوا في إسماعه بعض المواعظ، وجره إلى أماكن الخير، والصحبة الطيبة، ولا يحملنكم معصيته على التقصير في حقه، فإن له حقًا عليكم، وقد أوصاكم الله به: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً.{البقرة:83}. وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا.{ لقمان:15}.
ونوصيكم والوالدة على وجه الخصوص بالصبر وأداء ما يجب عليها تجاهه، ولا نرى الطلاق حلًا ولا مخلصًا، أما والدكم، فإنه ربما زاد في ما هو عليه إذا خلا بنفسه وصار أعزب، وأما أنتم فستحرمون من جو الأسرة الدافئ إذا تفرق الوالدان.
والله أعلم.