الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج عند الجمهور، والأدلة على ذلك كثيرة؛ منها قول عائشة رضي الله عنها: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة. متفق عليه، وجاء في نيل الأوطار للشوكاني: قوله: فإن الله كتب عليكم السعي. استدل به من قال بأن السعي فرض وهم الجمهور وعند الحنفية أنه واجب يجبر بالدم، وحكاه في البحر عن العترة، وبه قال الثوري في الناسي خلاف العامد، وبه قال عطاء، وعنه أنه سنة لا يجب بتركه شيء، وبه قال أنس فيما نقله عنه ابن المنذر، واختلف عن أحمد كهذه الأقوال الثلاثة، وقد أغرب الطحاوي فقال: قد أجمع العلماء على أنه لو حج، ولم يطف بالصفا والمروة أن حجه قد تم وعليه دم، والذي حكاه صاحب الفتح وغيره عن الجمهور أنه ركن لا يجبر بالدم، ولا يتم الحج بدونه. انتهى.
وفي المهذب للشيرازي الشافعي: ثم السعي وهو ركن من أركان الحج، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس اسعوا، فإن السعي قد كتب عليكم. انتهى.
والله أعلم.