الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذكر الأول الذي أورده السائل: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا، اللَّهُمَّ أَنْعِمْنِي .. إلخ رواه الطبراني في الأوسط بلفظ قريب مما ذكره السائل من حديث أبي أيوب قال : ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته حين ينصرف من صلاته يقول: اللهم اغفر لي خطئي وذنوبي كلها، اللهم وانعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف عني سيئها الا أنت..... وقال الهيثمي في المجمع إسناده جيد.
وكذا حديث أبي أمامة الذي ذكره السائل رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني ‘ وعلى هذا فهو من معقبات الصلاة ويقال بعد السلام لقوله ( دبر كل صلاة ) .
وأما قراءة آية الكرسي والمعوذات وقل هو الله أحد فهي من معقبات الصلاة، ولكن تخصيص قراءتها بعد الفجر والمغرب ثلاثا لم نقف على دليل يدل على العدد المذكور اللهم إلا كون قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا من أذكار الصباح والمساء كما دلت عليه السنة ‘ فـلعل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ذكر أنها تقرأ ثلاثا لكونها من أذكار الصباح والمساء التي تقال بعد الفجر وبعد العصر أو المغرب وليس لمجرد كونها من معقبات الصلاة ‘ وانظر الفتوى رقم: 42164 . حول الأذكار المسنونة دبر كل صلاة وفيها أن قراءة فاتحة الكتاب ليست من معقبات الصلاة. والاستغفار ثلاثا من معقبات الصلاة كما في الفتوى المشار إليها ولكن بدون زيادة: العظيم وأتوب إليه. فإننا لم نجدها فيما بين أيدينا من المصادر .
وأما دعاء (اللهم اجعل خير عمري ءاخِرَهُ...) إلخ فقد رواه الطبراني وقال في المجمع وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف ‘ انتهى‘ فعلى هذا فالذكر غير ثابت وليس من معقبات الصلاة، ومثله أيضا دعاء : أشهد أن لا إله الا الله الرحمن الرحيم، اللهم أَذهِب عني الهم والحزن ) رواه الطبراني وفيه زيد العمي وقد قال الألباني عن هذا الحديث: ضعيف جدا، وكذا دعاء (اللهم ربنا ورب كل شيء ) الذي ذكره السائل وهذا الحديث رواه أحمد وأبو داود وضعف سنده الألباني وشعيب الأرناؤوط؛ لأن في إسناده داود الطفاوي قال عنه ابن معين ليس بشيء. فليس هذا الدعاء من معقبات الصلاة .
وآخر حديث ذكره السائل حديث جابر قال عنه الألباني في ضعيف الجامع : ضعيف جدا .