الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يجزيك خيراً على حرصك على تحري الحلال والابتعاد عن الحرام وأن يثبتك على ذلك، واعلمي -بارك الله فيك- أنه لا يجوز العمل في أي مجال محاسبي مما ذكرت أو مما لم تذكري مما يتضمن تقييد الفوائد الربوية في سجلات الشركة أو الإعانة على إنفاقها في غير الوجوه التي حددها الشارع للتخلص منها وذلك لأن هذه الفوائد هي ربا محرم تحرم الإعانة عليه، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وتقييد هذه الفوائد لا يدخل في معنى كاتب الربا إلا إذا كان المقصود من التقييد ما يتصل بالتوثيق للعقد الربوي كما هو الشأن في كتابة الكاتب وشهادة الشاهدين وإعداد الورق والصيغ لذلك، أما إذا كان لمجرد ضبط العائدات والمصروفات فلا يدخل في ذلك ولكنه محرم كما سبق، ولا يجوز لك أن تعملي في عمل تضطرين فيه إلى عدم لبس الحجاب الشرعي والذي سبق بيان شروطه في الفتوى رقم: 6745، والفتوى رقم: 20177، والفتوى رقم: 41746، كما لا يجوز العمل في موضع تختلطين فيه مع الرجال، وراجعي لذلك الفتوى رقم: 3539.
والذي نوصيك به هو الصبر والضراعة إلى الله أن يفرج عليك وتجدي عملاً مباحاً خالياً من المحذورات الشرعية، ولا تؤثر عليك ملامة أبيك أو أهلك أو مقاطعتهم أو غير ذلك، فإن هذه الملامة والمقاطعة على غير حق لأنها على القيام بالواجب وترك المحرم ومثل ذلك لا يلتفت إليه فإن أصحابه لن يغنوا عنك من الله شيئاً وقد قال صلى الله عليه وسلم: من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والله أعلم.