الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما تسمية الولد بعبد الشهيد فلا خلاف في صحتها، لأن الشهيد قد صح أنه من أسماء الله تعالى، وهذا مالم يقصد المسمى للولد بلفظ (الشهيد) غير الله، فإن قصده منع ذلك منعا شديدا لما فيه من التعبيد لغير الله كما في عبد الحسين وعبد محمد ونحو ذلك.
وأما التسمية بعبد الرشيد فالذي نراه صوابا هو تجنبها؛ لأن الرشيد لم يثبت أنه من أسماء الله تعالى، مع أنه وارد في حديث الترمذي المروي عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم... إلى قوله: الباقي الوارث الرشيد الصبور.
لكن هذا الحديث قد ضعفه أهل العلم، ضعفه الشيخ الألباني وغيره. ومنهم من ذكر أن الأسماء مدرجة فيه من بعض الرواة، وممن حكم بضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وجاء في فتح الباري بعد ذكره للأسماء التي وردت في القرآن ولم ترد في حديث الترمذي قال: والأسماء التي تقابل هذه مما وقع في رواية الترمذي مما لم تقع في القرآن بصيغة الاسم وهي سبعة وعشرون اسما: القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصي المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد المقدم المؤخر الوالي ذو الجلال والاكرام المقسط المغني المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور. فإذا اقتصر من رواية الترمذي على ما عدا هذه الأسماء وأبدلت بالسبعة والعشرين التي ذكرتها خرج من ذلك تسعة وتسعون اسما وكلها في القرآن واردة بصيغة الاسم.
وقد اجتهد العلماء في تعيين أسماء الله الحسنى بالاستقراء من الكتاب والسنة، ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 12383.
والله أعلم.