الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكون زوجك قد توفي وابنته لا تتعدى الأربعين يوماً فإنه أمر محزن ولا شك، ولكنه ليس دليلاً على كونه شهيداً.
كما أنه قد وردت أخبار بأن الموت يوم الجمعة أو ليلتها دليل على حسن الخاتمة، ولكننا لم نقف على ما يفيد أن صاحبه شهيد، فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، قال: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل.
وذكر الحافظ ابن حجر: أن إسناده ضعيف. وقال الألباني في أحكام الجنائز: فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.. فهذا الحديث إذا صح فإن فيه فضلاً لمن مات في يوم الجمعة أو ليلته وعلامة على حسن خاتمته.
وأما كون زوجك قد مات في حادث سيارة فهذا -وحده- هو الذي نرجو أن يكون به شهيداً، مع أنه لا يجزم له بالشهادة لعدم ثبوت نص فيه، فقد روى مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه قال: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد.
وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن من صدمته سيارة أو انقلبت به سيارته ثم تحطمت عليه فمات أنه ملحق بشهيد الهدم المذكور في الحديث.
والله أعلم.