الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد دلت السنة على مشروعية رفع اليدين عند الرفع من الركوع، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك..
والأحاديث في رفع اليدين عند الرفع من الركوع كثيرة.
وكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد. كما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وصفة رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع من الركوع كصفة رفعهما عند تكبيرة الإحرام سواء، ويدل على ذلك حديث مالك بن الحويرث عند مسلم وفيه: كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده فعل مثل ذلك.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: وأما صفة الرفع فالمشهور من مذهبنا ومذهب الجماهير أنه يرفع يديه حذو منكبيه بحيث تحاذي أطراف أصابعه فروع أذنيه أي أعلى أذنيه وإبهاماه شحمتي أذنيه وراحتاه منكبيه فهذا معنى قولهم حذو منكبيه.
والله أعلم.