الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما حدث بين الأخت وبين زوجها أمر طبيعي يقع مثله بين كل زوجين غالباً، ولا يوصف فعل كل منهما بأنه ذنب أو إثم أو نحو ذلك إذا لم يصل إلى درجة التفريط في حق واجب، وإنما يقع الذنب والإثم من تفريط أحدهما في حق الآخر، وترك ما يجب عليه نحوه، فإذا كان قد ترتب عن اجتناب الزوجة لزوجها منعه من حقه في الفراش مثلاً أو الخروج من بيته بلا إذنه أو مخالفة له فيما تجب طاعته فيه، فتكون في هذه الحالة قد ارتكبت إثماً، ويكفيها أن تتوب إلى الله عز وجل وتحسن عشرة زوجها.
والزوج أيضاً إذا لم يترتب على تصرفه ترك واجب عليه للمرأة فلا يكون آثماً، وحيث قلنا بأن ما حصل ليس ذنباً إذا لم يكن فيه ترك لواجب، فإن شأن المرأة الصالحة أن لا تكتفي بفعل ما يجب فقط وإنما تسعى أن تكون من خيرة النساء، ولذلك جاء في وصف خير النساء اللاتي يدخلن الجنة، بأن الواحدة منهن ودود عئود تعود إلى إرضاء زوجها في حال حصلت بينها وبينه أي خصومة، ففي الحديث: ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة! الودود الولود العئود لزوجها التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى. رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الألباني.
والله أعلم.