يستفاد في الدعوة بالمتاح من وسائل الإعلام المعاصرة

29-10-2007 | إسلام ويب

السؤال:
كثرت في أيامنا هذه الدعوة إلى الله خصوصا عبر الفضائيات ومشكلة استعمال هذه الوسيلة من الدعوة أن الشخص المدعو قد يستفيد علما لكن التطبيق العملي قد لا يوفق إليه نظراً لغياب القدوة، فالداعية في الشرق وهو في الغرب ولعل هذا هو السبب في ظهور فئة من الشباب يتقن الدعوة إلى الله شفاهة لكن عملا لا يكاد يحسن أو يعمل شيئاً فيجد الشاب نفسه لا يعيش الإسلام كما سمعه إلا في ذهنه وأيضا يحس بالتقصير حينما يتلو قوله تعالى -يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون- ما يضطره والعياذ بالله إلى ترك العمل بما حمل فيركن إلى العامة ويدع الدعوة، ولقد رأيت أن تأثير الدعوة يكون قويا وملحوظا في الناس الذين يخالطهم الداعية فيرونه ذاهبا إلى صلاة الجماعة في الصف الأول وأثناء الليل يمرون قرب منزله فيسمعونه يقرأ القرآن وما إلى ذلك مما كان عليه السلف، ثم إنه نلاحظ أن كثيراً من الدعاة يتفادون التعرض للسياسة وهي أكبر سبب في انحراف الشباب الملتزم بسبب جهله بكيفية التعامل معها فنجده إما تودي به إلى الانحلال أو إلى اتباع أذناب الخوارج فيقتلون -كما قال عليه السلام- أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، قي ظل ما سبق أرجو أن تفيدونا بتوجيه سديد يقوم الاعوجاج ويسدد الخطى على الدرب وأرجو الله أن يوفقكم ويلهمكم الصواب؟

الإجابــة:

خلاصة الفتوى:

الصحبة لها أثر عظيم على الناس، وإذا لم يمكن الاتصال المباشر بين الداعي والمدعو، فينبغي أن يستفاد من الوسائل المتاحة المشروعة، وعلى الداعي أن يدعو بجميع ما يعلم من الدين إذا استطاع بحكمة، ولا يتكلف فيما لم يعلم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا شك في تأثير الصحبة الصالحة على المسلم، ولا شك في أن الدعوة العملية أكثر تأثيراً من مجرد الكلام، ولا شك أنه يجب على الداعي أن يعمل بما يعلم وما يدعو، وألا يخالف إلى ما ينهى عنه، ولا يخالف قوله فعله، ولكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المعاصرة، فمن لم يتمكن من مجالسة أهل العلم والاستقامة، عليه أن يحرص على الاستفادة من محاضراتهم المسموعة ودروسهم ومؤلفاتهم المكتوبة، كما أن على الداعية إن لم يتمكن من الاتصال المباشر بالمدعوين ألا يقصر في استخدام الوسائل المتاحة المشروعة في إفادة الناس.

وعلى الداعية أن يدعو الناس كلهم ويعلمهم جميع ما يحتاجون له من أمور دينهم ويبين لهم الحق فيه إذا كان يعلمه بحكمة وتلطف، فإذا تمكن من بيان الحق للسلاطين بينه لهم، وإذا علم الحق في الأمور السياسية يبين للعامة ما يحتاجون إليه، وإذا علم بعض جزئيات الدين دعا لما يعلمه وعلمه، ولا يتكلف فيفتي فيما لم يعلم؛ بل يحيل إلى أهل العلم المعروفين بالاستقامة وصلاح المعتقد.

والله أعلم.

www.islamweb.net