الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة بين دراسة الطب والإعلام

السؤال

أنا فتاة دخلت كلية الطب منذ حوالي شهر، وكل الذي أعرفه الآن أني أريد الراحة ولا أريد أن تحصر حياتي في إطار الدراسة، ولا أعرف كيف أختار الكلية المناسبة لي، وكيف أقضي هذا العام بعد أن اعتزلت الكلية؛ لعلمي أنه لا مجال للتحويل إلا العام القادم، وكيف لي كفتاة متفوقة أن أرى زميلاتي يتقدمن في دراساتهن، وأن أبقى مراوحة مكاني عاماً كاملاً؟!

علماً بأن والديّ مسافران للعمل، وأقيم مع أخي وتحت رعاية عماتي وخالاتي، وهذه هي السنة الأولى التي أبتعد فيها عن البلد التي نشأت فيها والتي يعمل بها والداي، وإن كان هذا البعد في بلدي الأصلي، وميولي أدبية إلى حد ما؛ حتى أني كنت أفكر جديا في كلية الإعلام، ولكن صرفني عنها تواجد الكلية في غير مدينتي، فماذا أفعل؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أفضل طريقة أن تقابلي عميد كلية الطب أو أحد أساتذة هذه الكلية، وذلك من أجل القيام بعمل استرشادي كامل ومتكامل، وما دمت قد دخلت هذه الكلية، فلا شك أنه كانت هناك أسباب لهذا الالتحاق بهذه الكلية، فإن هذه الأسباب ربما تكون بضغوط من الأهل، أو كانت هي في الأصل رغبتك الأساسية، والكليات العلمية مثل الطب يتطلع الكثير من الناس لها، هذا أيضاً ربما يكون عاملاً اجتماعياً قد أثر عليك.

وأعتقد أن هذه الأسباب لا زالت موجودة، بمعنى أن دراسة الطب لا شك أنها دراسة محترمة، لكني لا أقول أنه من الضروري أن يدرس كل الناس الطب، هذا ليس صحيحاً أبداً.

والشيء الآخر: تأثير الأهل ربما يكون لا زال موجوداً؛ ولكن بتواصلك معهم عن طريق التليفون يمكن أن توضحي لهم موقفك، ولا شك أن رأيهم مع رأي عميد الكلية سوف يكون أمراً أساسياً لبناء قناعات جديدة لديك.

من جانبي أقول لك أنه من الأفضل لك الاستمرار في هذه الكلية؛ لأني على قناعة كاملة أنك لم تلتحقي بها إلا أنك كانت لديك الرغبة في ذلك، وإن كان هنالك تأثير أو عوامل أخرى كما ذكرنا.

فاذهبي لمقابلي عميد الكلية أو أحد الأساتذة؛ ليقوم بعمل استرشاد كامل يوضح لك كل الظروف التي تحيط بالدراسة، ويكون هنالك نقاش وحوار علمي يساعدك إن شاء الله في الاستمرار في دراستك.

في بعض الكليات والجامعات يكون هناك مرشد طلابي، فإذا كان هنالك مُرشد طلابي في هذه الكلية التي التحقت بها فهذا سوف يكون أيضاً أمراً جيداً، فالمرشد الطلابي يستطيع أن يضع الأمور أمامك بوضوح أكبر، ويناقشك نقاشاً دقيقاً؛ لأن الأمور لا تؤخذ هكذا، فإني لا أقرر فقط أن أجلس وأبتعد عن الدراسة التي كانت أملاً وكانت هدفاً بالنسبة لك.

وهناك عامل آخر ربما يكون قد أثر عليك، وهو الابتعاد عن الأهل، وهذه فترة نعتبرها عارضة تسبب شيئاً من عدم التواؤم لبعض الناس، ولكن في نهاية المطاف سوف ترجع الأمور إلى وضعها الصحيح.

وأما رؤيتك حول الإعلام وأنه كان هو رغبتك، فإذا كانت هذه هي الرغبة الحقيقية وكانت الأمور مغلقة تماماً أمامك فيما يخص دراسة الطب، فلا مانع من أن تفكري جديّاً في هذه الدراسة، ولكن وجود الكلية في مدينة أخرى ربما يكون عائقاً، ولابد أن تقدري ظروفك الأسرية والاجتماعية.

أريد أن ألخص الأمر في الأسباب والدوافع التي جعلتك تختاري كلية الطب في المقام الأول، فأعتقد أنها لا زالت موجودة، فقط ربما يكون شيء من قلة الحماس، وهذا أتمنى أن يكون أمراً وقتياً، وكما ذكرت لك التحدث مع أحد الخبراء في الكلية كالعميد أو المرشد الطلابي أو أحد الأساتذة، سوف يكون أمراً فاعلاً وجيداً بالنسبة لك.

أنا أعتقد أيضاً أنت في حاجة للمساندة من بعض صديقاتك وزميلاتك، فلا مانع أن تجري بعض النقاش معهنَّ، وإن شاء الله سيكون ذلك أيضاً مفيداً ويساعدك على اتخاذ القرار المناسب، والذي أراه هو الاستمرار في دراستك للطب، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً