الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص ضعف الحفظ وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.
إني أحبكم في الله.

أنا منذ المرحلة الإعدادية وأنا أعاني من الخوف الشديد الذي يأتيني في فترات الاختبار بصفة خاصة، لدرجة أني أفقد التركيز وأنسى ما راجعت، وحتى الآن أعاني من ذلك.

فكيف أعين نفسي على الحفظ والفهم، لأني أجد نفسي ثقيلاً في الفهم والحفظ، حتى أن من يراجع معي يغضب إذا طلبت إعادة الشرح؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أرجو أن لا تتهم نفسك بأنك ضعيف الفهم؛ لأن ضعف الفهم يُفسر على أن مقدراتك العقلية أقل من المطلوبة، وفي هذه الحالة يجب أن ترضى بما تفهمه، لكن حين يكون الأمر يتعلق بسوء التركيز وضعف الحفظ فهذا أمر آخر؛ لأن ضعف الحفظ ربما يكون مرتبطاً بالتوتر وبالقلق وبفقدان الرغبة، وهذا كله يؤدي أيضاً إلى ضعف في التركيز وتشتيت في الأفكار.

بصفة عامة الحل لمثل هذه المشكلة هو أن تهتم بما تريد أن تحفظ، وتكون لك الرغبة وتكون هذه الرغبة قوية، وهنالك إصرار، وهذا الإصرار يستطيع الإنسان أن يبنيه من خلال استشعار أهمية الأمر.

مثلاً إذا أردت أن أحفظ سورة من القرآن الكريم لابد أن أحس بعظمة هذا الأمر، بعظمة القرآن، بأهمية حفظه والأجر والمثوبة التي يجنيها الإنسان من ذلك.

فإذن أيها الفاضل الكريم: هذه هي النقطة الأولى.
والنقطة الثانية هي: تخير الأوقات، فهنالك أوقات يكون فيها تركيز الإنسان أكثر صفاءً ونفسه تكون أكثر هدوءً وقبولاً لاستيعاب المعلومات.

هذه الأوقات من أهمها الوقت بعد صلاة الفجر، هذا الوقت من أفضل الأوقات التي يمكن أن يستغلها الإنسان للحفظ، وذلك لأنه بداية اليوم وأن في البكور دائماً البركة، والإنسان بالطبع يكون قد استيقظ من نومه وصلى صلاته، وهنا لا يكون شغل نفسه بمشاكل الدنيا والحياة اليومية، هذا وقت طيب وجيد للحفظ فأرجو أن تستغله.

إذا كنت أيضاً تنام وتسترخي بعد صلاة الظهر مثلاً، إذا كان عملك يسمح بذلك، يمكنك أيضاً بعد صلاة المغرب أن تحاول أن تحفظ.

ثالثاً: الحفظ بعد تدارس الأمر جيداً مع مجموعة، هذا أيضاً يساعد، مثلاً حفظ القرآن، الإنسان يجلس للقرآن في حلقة أو يقرؤه على شيخ، وبعد ذلك يتدارسه لوحده ويحفظه، هذا إن شاء الله يكون يسيراً.

رابعاً: ممارسة الرياضة، أيّاً كان نوع هذه الرياضة، وجد أنها تفتح مخ الإنسان وتجعل استيعابه جيدّاً.

خامساً: الالتزام بمواعيد الراحة، ومواعيد النوم، أيضاً هي من الأشياء المفيدة جدّاً.

سادساً: يجب أن يكون غذاؤك والأطعمة التي تتناولها متوازنة وتحتوي على الخضر والفاكهة.

سابعاً: بما أنك تعاني من شيء من الخوف وأنت وصفته بالخوف الشديد، هذا يجعلنا نعتقد أنك مصاب بقلق حقيقي، وهذا القلق لا شك أنه يُفقد التركيز، ولذا أجد أنه سوف يكون من المفيد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والخوف، وأفضل هذه الأدوية الموجودة في المغرب هو دواء يعرف تجارياً باسم (ديروكسات Deroxat) ويسمى علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة والممتازة، وسوف يفيدك إن شاء الله كثيراً في إزالة الخوف والقلق؟ ويحسن من تركيزك.

بقي أن أضيف عن تناول الشاي أو كوب من القهوة يمكن للإنسان أن يحس بعد ذلك أن طاقاته الجسدية والنفسية قد تحسنت، وهذا أيضاً يجعل بعض الناس أكثر تركيزاً ومقدرة على الحفظ.

هذه هي التوجيهات التي أود أن أذكرها لك، وبالطبع عليك بتقوى الله فهي تساعد في الفهم وتساعد في الحفظ، كما قال الله تعالى: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))[البقرة:282]، وكما قال: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ))[الكهف:24]، صدق الله العظيم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً