الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التزوج من أخرى لإنجاب الذكور

السؤال

السلام عليكم

متزوج منذ فترة طويلة وعندي 5 بنات، ظروف الحياة اضطرتني لأن أكون وحيداً في بلاد الغربة من أجل العمل، والدتي تشد علي من فترة تريد أن تزوجني لعل الله يرزقني بالولد الذكر، ومن جهة أخرى يجب أن يكون عندي زوجة خوفاً من الفتن.
بالمقابل حبي لبناتي وزوجتي التي هي ليست بسن يسمح بالإنجاب هما العائق أمام الزواج، ثم ماذا أعمل بقلب الأم الذي يكاد يتفطر على حالي هذا؟
أرجوكم أشيروا عليّ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن وجود الرغبة الذاتية منك في الزواج هي الأساس، والإنسان أدرى بنفسه وبحاجته، ومجرد الطلب من الوالدة ولأجل السبب المذكور ليست كافية، وفي البنات خير كما في الأولاد، والجميع هبة من رب العباد، وقد يتزوج الإنسان بثانية فلا تنجب إلا بنات، وليس للمرأة الأولى ذنب في كون ولادتها من البنات، والتقدم العلمي يبين أن العامل الأساسي في ولادة البنات يكون من قبل الأزواج لا الزوجات، وأرجو أن تكون قد سمعت بقصة أبي حمزة الذي هجر زوجته وتركها لإنجابها للبنات فسمعها تنشد:
ما بال أبي حمزة لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا تالله ما ذاك بأيدينا
إنما نحن مثل الأرض لزارعينا ننبت ما زرعوه فينا
فرجع إليها واعتذر لها واسترضاها، ونحن ندعوك للتعامل مع الوضع بحكمة ويكفي مع أمك الوعد الجميل والثناء على مشاعرها، وأرجو أن تضاعف من اهتمامك بزوجتك وبناتك وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة وإذا كانت لك قدرة مالية وقدرة على العدل، وشعرت بحاجتك لإعفاف نفسك فلا مانع من أن تفكر في الزواج، دون أن تعلن عن رغبتك في إنجاب الذكور فإن ذلك يجرح مشاعر بناتك.

تبارك الذي يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيماً، ولعلكك لاحظت أنه بدأ بالإناث وسماها هبة، والأنبياء آباء بنات، والعبرة بالصلاح:

فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
وأرجو أن تظل المشاعر الطيبة هي سيدة الموقف في تعامل والدتك مع زوجتك، كما أرجو أن تجتهد في بر الوالدة وعليك بحسن الرعاية والتربية لزوجتك وبناتك، وتذكر أن من عال جاريتين فأحسن إليهن وزوجهن كن له حجاباً من النار، فكيف بمن يرعى خمس بنيّات؟!

نسأل الله أن يرفعك عنده درجات، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً