الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد وعقار الزولفت

السؤال

التردد في فعل الأشياء.
أنا كثير التردد في فعل الأشياء فعندما أنوي أن أفعل شيئاً تراودني حيرة في أمري حيث إني أصل أحياناً إلى ترك أشياء هي في مصلحتي حتى لدرجة الدراسة، أحياناً تبتعد الرغبة مني تماماً لحد أني أحاول تركها وأحياناً تأتيني رغبة وأندم على أيام التقصير من الإهمال والمذاكرة، وعليه نرجو منكم رداً شافياً، وجزاكم الله خيراً.

ملاحظة: سبق وأن وصفتم لي عقار الزولفت، وإلى الآن لم أستخدمه، فهل له أي تأثيرات أو أعراض جانبية؟ حفظكم الله وأطال في عمركم، وجعلم قناديل علم تضيء للأمة، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة والتي ختمت بها رسالتك.

فأود أن أعلق على عقار الزولفت والذي أنت لم تستعمله حتى الآن، فإن عقار الزولفت من الأدوية السليمة، ومن الأدوية الفعالة، وهو عقار غير إدماني ولا يؤثر مطلقاً بأي صورة من الصور على الأعضاء الرئيسية في الجسم كالكبد والقلب والكليتين، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات الذكورية أو حتى على الهرمونات النسوية.

العرض الجانبي الوحيد الذي ربما يسببه هو أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً لدى الرجال، ولكنه لا يؤثر كما ذكرت لك على الخصوبة أو على ذكورة الرجل.

هنالك عرض آخر جانبي قد يحدث وهو أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس في أيام العلاج الأولى، ولكن هذا الأثر الجانبي يختفي بالاستمرار في تناول الدواء.

لابد أن تبدأ في تناول الدواء، ونحن نعرف أن القلق وأن الوساوس القهرية حتى وإن كانت بدرجة بسيطة هي من أكثر الأسباب التي تجعل الإنسان يتردد في اتخاذ قراراته، فإذن استعمال الدواء يجعل إن شاء الله مقدرتك على اختيار القرارات والثبات عليها أكثر سهولة وتكون إن شاء الله أقل تردداً، فأرجو أن تبدأ في تناول الدواء.

هنالك أمر مهم جدّاً فيما يخص اتخاذ القرارات وهو أن الإنسان لابد أن يعرف أنه سوف يخطئ وسوف يصيب، وعليه أن يجتهد، فإذا أصاب فبها ونعمت، وإذا أخطأ فقطعاً لن تكون قراراته خاطئة كل مرة، ومن هذا المنطلق يجب ألا تحس بالذنب حتى وإن كانت قراراتك خاطئة، هذا ضروري جدّاً، والتردد يأتي من البحث نحو الكمال وعدم الوقوع في الخطأ.

هنالك طريقة تطبيقية جيدة وهي أن تقوم بكتابة قرار تود أن تتخذه في خلال الأيام القادمة، وبجانب هذا القرار ضع خيارات أخرى، أي قرارات أخرى تريد أن تنتهجها، ولكن لابد أن تعطي الأفضلية للقرار والخيار الأول، بمعنى آخر: بعد أن تضع الخيار الأول قم بوضع الخيارات الأخرى وتدارس هذا الموضوع وبعد ذلك قل لنفسك (الآن أنا أثق في نفسي الثقة التامة وسوف أتخذ القرار الأول – ويمكن أن تسمي هذا القرار – دون أن ألتفت إلى القرارات الأخرى).

هذا نوع من التمرين البسيط الذي يساعد في زوال حالات التردد المرتبطة بالقلق.

لا شك أن الالتزام والشعور بقيمة الاستخارة الشرعية فيه خير كثير وهو يمنع التردد، وإذا سألت الكثير من الإخوة الذين يحرصون على الاستخارة سوف تجد أنهم أقل تردداً من بقية الناس. فعليك أن تستخير في كل الأمور حسب ما ورد في السنة المطهرة.

الدراسة يكون الإنسان حريصاً عليها إذا استشعر قيمتها، وإذا استشعر أهمية العلم، وعليك أن تتذكر أيضاً أنك تعيش في عالم تنافسي جدّاً لا مكان فيه للضعفاء بكل أسف، ولا مكان لمن ليس له مقدرة وقوة علمية...هذه يجب أن كون محفزات ودوافع لك.

تكلمنا عن الاستخارة وبقيت الاستشارة، فلا مانع أن تستشير في بعض الأمور، وهذا يعتبر نوعا من المسلك المطلوب جدّاً، فحاول أن تستشير في الأمور الكبيرة خاصة، واستشر بالطبع من تثق به ومن تشعر أنه مأمون على هذه الاستشارة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً