الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي كبيرة في السن وستسافر للحج.. فهل من نصيحة لها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وددت استشارتكم وأخذ نصيحتكم لآخذ بها، وذلك لأننا -ولله الحمد- استفدنا من هذا الموقع الكثير.
بإذن الله تعالى سأذهب هذا العام لتأدية مناسك الحج برفقة والدتي الكبيرة في السن، والسؤال هو:
ما هي نصيحتكم لي لتوفير كافة سبل الراحة لها، مع العلم أنها تعاني من الآتي:
- ليس لديها من الأمراض المزمنة سوى ارتفاع ضغط الدم، وجرعة دواءها قرص واحد يومياً.
- تعاني من صعوبة في المشي وركوب الأشياء المرتفعة مثل سلم الطائرات والسيارات، وذلك بسبب كسر في ساقها تم علاجه بالجراحة منذ حوالي (5) سنوات، وأيضاً بسبب الزيادة في الوزن.
علماً بأنني ولله الحمد أديت الحج مرتين بالعام (1427 و1428) ولدي ولله الحمد فكرة عامة عن المناسك.

هذا كل ما لدي أتمنى منكم سرعة الرد؛ لأن الوقت قد أدركنا، والاهتمام بسؤالي، وتقديم النصائح والإرشادات المناسبة.
وأسأل الله أن يكتب لكم الحج هذا العام وكل عام، وأن يرزقكم (بر آبائكم وأمهاتكم).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً: بالنسبة لصعود الطائرة ونزولها فإن كانت لا تستطيع ذلك فيجب المتابعة مع شركة الطيران الناقلة لتأمين رفعها إلى مستوى الطائرة برافعة خاصة، وهذه يجب أن تراجع مقاول بعثتك لمعرفة الطريقة التي يتم فيها ذلك، فهناك نموذج خاص لذلك يملؤه الطبيب المعالج.

وبالنسبة لمناسك الحج فأنت أعلم بها، ومع الوالدة فإن الأخذ بالرخص أولى، ويجب أن تؤمن لها الطواف بالكرسي، وهذا يكون في الطابق الثاني والثالث عادة، وكذلك الطواف وبالنسبة للرمي فهو شاق، وعليك بالرمي عنها إن تعذر مشيها ورميها.

وهناك نصائح عامة للحجاج وعادة ما توزع عليهم وعادة ما يكون هناك محاضر لكل بعثة يتكلم فيها أحد العلماء وطبيب الحملة على الأمور الطبية التي يجب مراعاتها في الحج، ومنها:
التمسك بمبدأ: "الوقاية خير من العلاج" فالحرص على اتقاء الأمراض المؤذية مثل:
أ- التسممات الغذائية، وأهم سبل الوقاية منا الأمور االتالية:
- اجتناب أنواع الطعام المشبوهة، كالطعام المطبوخ في الشوارع العامة أو الأطعمة المتعرضة للتلوث.. وأعتقد أن هذه محلولة لأن معظم الحملات القطرية ( كونك في قطر) تؤمن طعاماً للحجاج، وكذا كثير من حملات الدول الأخرى.
- اجتناب أكل الأطعمة التي لا يطمئن لها الحاج وتنفر منها نفسه.
- عند تحضير الأكل يجب مراعاة قواعد النظافة (نظافة الأكل؛ نظافة الأواني، نظافة المطبخ، غسل الخضار والفواكه غسلا جيّدا...).
ب- ضربة الشمس، وكما تعلم فإن هذه واردة عند المشي لمسافات تحت الشمس فيجب تجنب المكوث الطويل تحت أشعة الشمس من غير وقاية كاستعمال مظلة أو شيء يحمي الرأس من ضربة الحرارة.
- وإن استطعت اجتناب الاحتكاك المستمر والمتكرر بالحجاج قدر المستطاع؛ لمنع انتشار الأمراض التي تنتقل بالهواء والرذاذ.
- اتخاذ واقي الأنف والفم إذا استدعى الأمر.
- تأكد من أن الوالدة تتناول أدوية الضغط بطريقة منتظمة.

- طبعاً هناك طبيب للحملة يمكنك استشارته في كل وقت.
وكذلك البعثة الطبية الخاصة بالدولة فإذا لزم الذهاب بطريقة منتظمة إلى العيادة التابعة للبعثة للقيام بالفحوص اللازمة إن لزم ذلك.
- يجب أن يكون الدفتر الصحي مملوءاً بطريقة سليمة، أي لا تحجب منه أي معلومات طبية.
- القيام بأخذ كل التطعيمات واللقاحات اللازمة والتي تفرضها السفارة.
- اطلب من الوالدة أن تداوم على شرب الماء بالكمية الكافية، وخاصة ماء زمزم.

ونرجو من الله القبول ولا تنسونا من دعائكم.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً