الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الأهل بقبول خاطب متدين كبير في السن

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً، تقدم لخطبتي زميل في العمل يكبرني بعشرين عاماً، ولكنه لا يظهر عليه السن أبداً، وهو متزوج من أخرى، ويشهد له الجميع بحسن خلقه وشخصيته وأدبه والتزامه، وهو ميسور الحال، وسوف يكون لي سكني المستقل، وأنا معجبة به جداً، ولكن أهلي مترددون، فماذا أفعل؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المؤمنة بقضاء الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك صاحبة المصلحة ورأيك هو المهم، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ورأي أهلك يكون مهماً إذا كان الرجل ضعيف الدين سيء السيرة والسريرة، ولكن إذا كان الرجل صاحب دين ومال وشخصية فلا كلام لأحد.

ونحن نتمنى أن يتفهم الأهل الأوضاع ويساعدونك على الاستفادة من هذه الفرصة، ولا شك أنهم يريدون مصلحتك ولكنهم أخطأوا برفضهم وترددهم.

وأرجو أن يكرر ذلك الرجل المحاولات، ومن المهم أن تتوجهي إلى رب الأرض والسموات، واطلبي مساعدة الصالحين من محارمك وسائر الفاضلات، واقتربي من والدتك أو عمتك أو خالتك وأظهر لهن في الرجل من الميزان.

وإذا كان السبب في تردد أهلك هو زواجه من أخرى فعليهم أن يدركوا أن ذلك لا يضرك كثيراً، وقد قالت المرأة الألمانية: (لأن أكون الزوجة العاشرة لرجل ناجح أفضل من أن أكون الزوجة الوحيدة عند رجل فاشل)، وكانت ترد بهذا الكلام على الذين يهاجمون نظام التعدد الذي كان موجودا في كل العصور، ولكن الإسلام نظمه ووضع له الشروط والضوابط، وحدده بأربع زوجات.

وإذا كان السبب في رفضهم هو فارق السن فعليهم أن يعلموا أن عطاء الرجل يمتد، وأن الفارق بين النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة - رضي الله عنها - كان نحواً من خمس وأربعين سنة، ومع ذلك فقد عاشت معه أسعد حياة، وإذا وجد القبول والتفاهم بعد الدين تلاشت الفوارق الأخرى.

وهذه وصيتي لك بتقوى ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً