الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفاقم المشاكل بين الزوجين بسبب عدم حصول تنازلات من الطرفين

السؤال

السلام عليكم

حصل خلاف بيني وبين زوجي، وقد كبر الخلاف مع الأيام، وضربني زوجي ضرباً مبرحاً لأني تطاولت عليه، وبعد ذلك أخبر جميع أهلي بما حدث، علماً بأني أعيش في غربة، وقد ذهبت له واعتذرت وقبلت يده ولكنه لا يريد أن يصالحني، وصار ينام وحده، ومنذ أول رمضان لم يفطر معي وصار يفطر في المسجد مع أصحابه، وهو مهمل في بيته كثيراً، فما رأيكم فيما حدث؟ وهل أعطيكم رقمه لتنصحوه؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرد زوجك إلى الصواب وأن يلهمك رشدك وأن يبعد عنك اللوم والعتاب، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يفتح لك من الخيرات الأبواب، وأن يعيننا جميعاً على التمسك بالسنة والكتاب.

وأرجو أن تكرري محاولات الإصلاح، وتجنبي تصعيد المشاكل، واختاري الوقت المناسب لمناقشته بعد أن تذكريه بالله، وتضعي أمامه ما وجدت فيه من الإيجابيات، ونحن على استعداد للتواصل معه وإسداء النصح له متى ما وصلنا الهاتف الخاص به.

ونحن بلا شك لا نؤيد الزوج في ضربه لك ولا في إخبار الأهل بما حصل بينكما، ولكننا نتمنى أيضاً أن لا تصلي معه لهذه الدرجة؛ لأن الحياة الزوجية تحتاج لتنازلات، كما قال أبو الدرداء لزوجته: (إذا غضبتُ فرضِّني، وإذا غضبتِ رضَّيتك، وإلا لم نصطحب).

والمرأة العاقلة لا تجعل خصامها مع الزوج يطول، ولذلك مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة التي إذا غضبت من زوجها ،أو غضب منها بأنها تسارع لوضع يدها في يده وتقول: (لا أذوق غمضاً حتى ترضى)، ومثل هذا التصرف يحرج الرجل ويدفعه للاعتذار وترتفع قيمة الزوجة عنده.

ونحن في الحقيقة ندعو كل امرأة يحصل سوء تفاهم بينها وبين زوجها أن تسارع إلى احتواء الخصام؛ لأنه إذا خرج من البيت غاضباً فلن يكون من مصلحتها، وسيفتح ذلك الأبواب للتدخلات والتحريض، فربما قال له أصدقاؤه: لماذا أنت غضبان؟ طلقها، اضربها، وإذا سمع أهله بغضبه قالوا له: عندنا لك أفضل منها، وهي كذا وكذا، بل إننا لنقول دائماً إذا خاصمت زوجك نهار الجمعة فصالحيه ظهراً، وعامليه بالحسنى وناقشيه في هدوء يوم الأحد أو الاثنين، مع ضرورة اختيار الأوقات الفاضلة والكلمات الجميلة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح بينك وبين زوجك مع ضرورة مراجعة العلاقة مع الله، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ونسأل الله لك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً