الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من فقدان الصديق إذا خطب أخته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أدرس هندسة نظم الحاسب، وسوف أتخرج بعد عدة أشهر -إن شاء الله- وأحب فتاة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهي تحبني كذلك، ولكن هذه الفتاة أخت صديق عزيز أحترمه وأقدره بشدة، وليس ذلك من أجل أخته وإنما لأن عائلته ذات أخلاق ودين واحترام، وهذا جعلني أتعلق بهم كثيراً، ولكني أخاف أن يتم الرفض من قبل صديقي، فقد يظن أن صداقتي معه من أجل أخته، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فحبي لهم هو لما يتصفون به من طيب الأخلاق.

الشيء الذي يشدني أكثر هو تعامل والدها الرائع مع أمها وإخوانها، ولا أستطيع مصارحة صديقي فهو لن يتفهم هذا الشيء، فماذا أفعل كي لا أضيع هذه الفتاة وصديقي وهذه العائلة الرائعة؟ وما الذي يجب علي فعله قبل أن أتقدم لخطبتها لكي تكون من نصيبي على سنة الله ورسوله؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ شاب قلق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ارتباطك بالفتاة هو أفضل تتويج لعلاقتك بأخيها وأسرتها، فاطرد عن نفسك الوساوس واحرص على اصطحاب أهلك للتعرف عليهم، فإذا حصل التآلف بعد التعارف فاطلب يد الفتاة على كتاب الله وسنة رسوله ومصطفاه، فإن حصل القبول فبها ونعمت، وإن حصل الاعتذار فلا حرج؛ لأن كل شيء بقضاء وقدر ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده.

نحن في الحقيقة نتمنى أن تبادر قبل أن يتقدم للفتاة شخص آخر، فهي في السن المناسبة للزواج، ولا عيب في أن يرتبط الإنسان بعائلة أصدقائه، بل هذا هو الغالب من أحوال الناس، وهذه الطريقة هي أكثر الطرق ضماناً ونجاحاً؛ لأن المعرفة أصبحت شاملة.

لا مانع من المحافظة على الصداقة في كل الأحوال، فتوكل على الكبير المتعال، وإذا كنت محرجا من مصارحته فيمكن أن تقوم بالخطوة الأولى وتكلم والدتك أو أختك أو عمتك، فإذا حصل الترحيب جاءت الخطوات اللاحقة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم باللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء، ولا شك أن حساسيتك من الموضوع في غير مكانها، ولست مطالباً بأن تقسم وتدلل على أن صداقتك لم تكن من أجل كذا وكذا، وإذا تأثر صديقك بزواجك من أخته فذلك يعني أن الصداقة كانت هشة وسطحية.

من هنا فنحن نوصيك بأن تستخير ربك ثم تشاور أهلك ثم تتوكل على ربك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً