الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلاف بين أهل الزوجين بسبب تغيير قيمة مؤخر الصداق وغيره وكيفية تلافي ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 26 عاماً، وأعمل في إحدى دول الخليج، وقد تعرفت على فتاة طيبة منذ أربع سنوات، وقمت بخطبتها أثناء إجازتي منذ ثمانية أشهر، واتفق أهلي وأهلها على كل متعلقات الزواج، وعندما حان وقت الزواج وجدنا تغيراً في الاتفاق من قبل أهل الفتاة من حيث المؤخر وقيمة الشبكة.

علماً بأني في مقتبل العمر، وأجد صعوبات في طلباتهم ولكنها ليست مستحيلة، ووالدي يصر على عدم الرجوع عن أي اتفاق، فهل أقبل بطلبات أهل خطيبتي المرهقة وأُغضب والدي، أم أرفض طلبات أهل خطيبتي وبالتالي أخسرها؟!

أفيدوني جعلكم الله عوناً للإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يُصلح ما بينك وبين أهل خطيبتك، وأن يكرمكما بالزواج المبارك السعيد في أقرب فرصة، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مثل هذه الحالة تحدث كثيراً في دنيا الناس، فقد نتفق فعلاً على شيء في أمور الزواج ثم نجد تغييراً بعد ذلك؛ لأن أهل الفتاة يريدون لابنتهم أن تدخل بأفضل شيء وأفخم شيء، ويريدون أن يتباهوا بذلك في الحيِّ وبين الأقارب والأهل والأصدقاء؛ ولذلك فهم لا ينظرون كثيراً للمعاناة التي يعانيها الشاب أو الزوج خاصة في مقتبل عمره، والمجاملة والمباهاة مرضٌ اجتماعيٌ متأصلٌ في حياة معظم الأقطار العربية والإسلامية، ولذلك فإن هذا الذي صدر من أهل خطيبتك ليس بأمر غريب أو بعيد.

والحل الأمثل عند حدوث ذلك هو النظر في هذه الزيادة المطلوبة فإذا كانت معقولة فلا مانع من قبولها، واجتهد في إقناع والدك بقبول هذه الزيادة، وأما إذا كانت شيئاً مبالغاً فيه فلابد من الرجوع للاتفاق الأول، واعتذر لهم وقل: (إني لا أستطيع أن أقنع والدي بهذه الزيادة، ولن أخسر والدي تحت أي ظرف، فأظهروا نوعاً من المرونة حتى لا يفسد الأمر)، لأنهم هم الذين أخطأوا برجوعهم عن الاتفاق الأول.

فإذا كانت الزيادة معقولة فمن الممكن أن تكلم والدك فيما بينك وبينه ليقبل هذه الزيادة حيث إنها مثلاً تعتبر فوارق أسعار، واطلب منهم أن يبدوا قدراً من المرونة، حتى وإن قلت لهم بأنك في المستقبل من الممكن أن تعوضهم، فقل لهم: (مستقبلاً قد أعوض زوجتي - إن شاء الله تعالى - وسأجتهد في تلافي هذا الأمر الآن حتى لا يتوقف الزواج وحتى لا يحدث فشل بسبب أمور بسيطة لا تقدم ولا تؤخر في السعادة وفي استقرار الأسرة).

ولا تغضب والدك لأن طاعته فرض عين، وأما خطيبتك فإن ذهبت فقد يعوضك الله تبارك وتعالى خيراً منها، واعلم أن رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخطهما، وإذا لم يتيسر لك إقناعهم فمن الممكن أن تعدهم وعداً خاصاً فيما بينك وبينهم بعيداً عن الاتفاق الظاهر بشرط أن لا يخبروا بذلك أحداً على أن تعوضهم في المستقبل من باب حفاظك على خطيبتك التي تحبها والتي ترى فيها مواصفات الزوجة الصالحة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدر أهلك للذي هو خير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً