الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج مواساة لمريض بالسرطان.

السؤال

السلام عليكم..

لي صديق أصيب بمرض السرطان -أعاذنا الله وإياكم منه- وليتكم تساعدونني لإيجاد بعض المواضيع التي من شأنها أن تواسيه وتخفف من حزنه الشديد.

وجزاكم الله عن الأمة كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي السائلة إن مفهوم المسلمين للابتلاءات خاص، وجدير بأن يكتب بماء الذهب، وأما الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكد وظنك.

إن العبد المسلم يؤمن بأن الابتلاء والمصيبة قد تكون علامة على محبة الله للعبد، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم)، وكما يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).

فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء وكلما كان الابتلاء هيناً كان الإيمان على قدره، ويجب أن يؤمن أيضاً بأنه سيؤجر بمجرد وقوع المصيبة عليه، ناهيك عن موضوع الصبر عليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، وبهذا سيطمئن بإيمانه بالله ويزداد توكله على الله، واستسلامه لقدره، ويجب أن يعلم أن أحوال المؤمن كلها خير، سواء في السراء أو الضراء، فقد قال صلى الله عيه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، ويقول الله تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[الزمر:10].

وليكن لك في نبي الله أيوب القدوة الصالحة الذي ابتلاه الله بمرض سنوات فلم يجزع، ولم يقنط من رحمة الله بل توجه إلى الله بالدعاء، وقال: ((أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))[الأنبياء:83]، فاستجاب الله دعاءه وكشف عنه الضر وعوضه الله خيراً، وهذا درس لنا في الصبر على قضاء الله وقدره.

وهنا يجب عليك أن تذكريه بالله تعالى وأنه هو الذي ابتلاه، وهو قادر على شفائه، وأن يفوض أمره إلى الله، والاستعاذة بعزته وقدرته من شر الألم، ويكرر ذلك ليكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء لإخراج المادة، ويحاول أن يكثر من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرض، وعليه أيضاً بشرب ماء زمزم فلقد أودع الله عز وجل فيه خاصية الشفاء من الأمراض والعلل، وهناك من الحالات المرضية ما وقف الطب حيالها حائراً بل عاجزاً عن تشخيص الداء ووصف الدواء، ولم يكن الشفاء إلا في ماء زمزم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له)، فإن شربته تستشفي به شفاك الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أم أيهم

    أسأل الله أن يشفيها شفاء لايغادر سقما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً